Welcome to (TTDA London) Training and Teaching Development Academy, UK.
" الامتنان "
كلمةٌ قد تبدو بسيطة، أو أنها مُتمثلة في أن ينطقَ لساننا ب ( الحمدلله )، دونَ أن يَعيها، أو أنها مجرد أن أقول أنا شخص مُمتن...
و لكنَّ الأمرَ في ماهيتهِ أعمقَ مِنْ ذلكَ بِكثير، فالامتنان يعني الرضا و القبول و العِرفان الجميل لكلِّ ما لَّدي، مِنْ أبسطِ الأُمورِ حتى أضخمها و أكثرها قِيمة...
الامتنان يعني أن أتذكرْ كلَّ يوم ما لدي من نعم و أشكرَ الله عليها، و ما أكثرها نعم الخالقِ في حياتنا، و لكننا لا نراها بوضوح.
فالامتنان هو الشكر الصادق لله على نعمه، و مهارة رائعة جداً للتغلب على أصواتِ النقص و القلة و الضغف داخلنا.
فكلما شعرنا أنفسنا نفكر بشي ما سلبي، فلنمتن و نتذكر الأشياء الإيجابية و الجميلة و الرائعة في تفاصيل يومنا.
لنمتن على وجودنا...
فهل أنتَ مُمتن لنفسك و تشعرُ أنَ وجودها بحدِّ ذاته قيمة!
وجودك يعني أنكَ شخصٌ قادرٌ على أن تمنح الجديد لهذا العالم بفكرك و شعورك و سلوكك الذي يُمثلك، كاستثناء و إبداع يخصك، ( و أتحسبُ نفسكَ جرمٌ صغير و فيكَ انطوى العالمُ الأكبر).
فلتقف مع ذاتكَ قليلاً، و تسألها، من أنتِ؟ لم أنتِ على هذه الأرضِ؟ ما الذي تطمحين للحصول عليهِ؟ و حينَ انتهاء رحلتك؟ ما الأثر المتجلي إثركِ ؟ وحينَ تتذكر أنكَ خليفة َ الله على الأرض لتُعمر فيها، باحترافك الذي يشبهك.. اِمتن حينها، لوجودكَ و شكلكَ و ملامحكَ ووزنكَ و حتى لونِ بشرتك، ( تَقبلْ كلَّ مافيكَ)، كما هي تماماً، بعيوبها التي تراها في مرآتك، و ما يقوله المحيطُ لك، تقبل...
تقبل عائلتكَ، منزلك، شارعك، بيئتك، بلدك، جنسك، جنسيتك، جلَّ الأشياء التي أتيتَ و قُدمت لك هديةً مِن الخالق، أدوات تخدمك في رحلتك و مسيرتك، تقبلها.
لم؟
_ لأنَّ التقبل المفتاح الأساسي للنور، إنّهُ بوابةُ العبور لواقعٍ أفضل، الحياة التي تحلم أن تكونَ فيها.
و كيفَ لكَ أن تنتقلَ لواقعٍ أفضل، و أنتَ كل ماتركز عليه هو الأشياء الناقصة و الغير المُكتملة في واقعك الحالي.
و هل إن حصلتَ على ماتريد، و أنتَ رافض الآن، ستشعر بالرضا!
بل ستبقى تبحث عن أشياءَ تزعجك، إنها قوانين الحياة، و الكون عادل جداً، لأنه يعطيك ما تطلب، و بالمُقابل أنتَ تملك القرار المُطلق في ما تفكر و تشعر و تتصرف...
أنتَ السيد و القائد لذاتك و أفكارك، و يالها من حكمة بالغة لعقلٍ مُدبر.
و بما أنك صاحب القرار، تستطيع أن تعيش في جنةِ الله على الأرض، و جال في خاطري عبرة ذكرها أحد المُحاضرين، ذاكراً " و هل تتوقع أن تحيا جنةً فيما بعد، و أنتَ الآن لا تستطيع أن تحيا في جنةِ الأرض"، لم تؤجل الحياة و السعادة، و تعيش بسخط و تعب و ألم، إن كان هذا قرارك فالأمرُ يعود لكَ، لكن إن كنتَ تبحث عن الحقيقة و تريد الحياة الراقية، فاقبل و حين تتقبل تشعر بالرضى و تمتن، و الامتنان بوابة من الهِبات و العطايا لانهايةَ لها، فالامتنان يجلب المزيدَ منه، " فتمتن لكَ الحياة، و تعطيكَ ما تريد "
فكل شيء يتناغم مع شبيهه، هذهِ هي لغةُ الكون، إنه مغناطيس القطب المماثل، فالأفكار الإيجابية تلتقط ما يشبهها من مواقف و أحداث و أشخاص و علاقات إيجابية، و السلبيةُ كذلك.
فكلَّ صباح، امتن لأنك مازلتَ تملك الفُرصة لتكونَ شخص يصنع من نفسهِ نسخةً أروع، و امتن حتى لسريركَ و غِطائكَ و أبسطَ أشيائكَ، و للشمس التي أشرقت مِن أجلكَ، و تذكر أشياء كثيرة تملكها و امتن لها أيضاً، و افتح آفاقك للنور و التدفق و السريان من الحب و البهجة و السعادة و الفرص الجديدة الرائعة التي تستحقها.
فلطفاً أن تتذكر دائماً و في كلِّ لحظة يساوركَ القلقُ فيها، أنكَ تحيا لحظتك، فأنتَ تملك الآن فقط، فالحياة هنا و الآن، " و الآن هي مصدر قوتك " ، و المُفاجأة السّارة أنَ الكون بمغناطيسه المُماثل لأفكاري، يتعامل مع الآن؛ فإذاً " أنا أملك مفتاح البوابة لأصنعَ الأفضل، مهما كنتُ قد واجهتُ سابقاً، و مهلاً لا بأس إن كنا قد واجهنا آلامنا، هل كسرتنا؟
لو كانَ كذلك، لما نهضنا من جديد!
بقرار منا أن ننظرَ للألم أنه رسالة وعي و نقلة نوعية لطبقة أجمل و أرقى و أفضل.
" فحينَ يشتّدُ ألمك، يشتّد عودك، و يولدُ أملك "
" فالامتنان رحلة حياة_ كل لحظة أنتَ ممتن_ و كل لحظة أنتَ بوابة من استقبال المزيد من الوفرة الإلهية اللاحدود لها و لانهاية".
" و لئن شكرتم لأزيدنكم "
بقلم المدربة الدولية المعتمدة سارة الخطيب
Keep up-to-date with the latest news, Courses and updates by subscribing to our newsletter.
Add your comments