المقالات

الامتنان

" الامتنان "

كلمةٌ قد تبدو بسيطة، أو أنها مُتمثلة في أن ينطقَ لساننا ب ( الحمدلله )، دونَ أن يَعيها، أو أنها مجرد أن أقول أنا شخص مُمتن...
و لكنَّ الأمرَ في ماهيتهِ أعمقَ مِنْ ذلكَ بِكثير، فالامتنان يعني الرضا و القبول و العِرفان الجميل لكلِّ ما لَّدي، مِنْ أبسطِ الأُمورِ حتى أضخمها و أكثرها قِيمة...


الامتنان يعني أن أتذكرْ كلَّ يوم ما لدي من نعم و أشكرَ الله عليها، و ما أكثرها نعم الخالقِ في حياتنا، و لكننا لا نراها بوضوح.


فالامتنان هو الشكر الصادق لله على نعمه، و مهارة رائعة جداً للتغلب على أصواتِ النقص و القلة و الضغف داخلنا.


فكلما شعرنا أنفسنا نفكر بشي ما سلبي، فلنمتن و نتذكر الأشياء الإيجابية و الجميلة و الرائعة في تفاصيل يومنا.
لنمتن على وجودنا...
فهل أنتَ مُمتن لنفسك و تشعرُ أنَ وجودها بحدِّ ذاته قيمة!


وجودك يعني أنكَ شخصٌ قادرٌ على أن تمنح الجديد لهذا العالم بفكرك و شعورك و سلوكك الذي يُمثلك، كاستثناء و إبداع يخصك، ( و أتحسبُ نفسكَ جرمٌ صغير و فيكَ انطوى العالمُ الأكبر).
فلتقف مع ذاتكَ قليلاً، و تسألها، من أنتِ؟ لم أنتِ على هذه الأرضِ؟ ما الذي تطمحين للحصول عليهِ؟ و حينَ انتهاء رحلتك؟ ما الأثر المتجلي إثركِ ؟ وحينَ تتذكر أنكَ خليفة َ الله على الأرض لتُعمر فيها، باحترافك الذي يشبهك.. اِمتن حينها، لوجودكَ و شكلكَ و ملامحكَ ووزنكَ و حتى لونِ بشرتك، ( تَقبلْ كلَّ مافيكَ)، كما هي تماماً، بعيوبها التي تراها في مرآتك، و ما يقوله المحيطُ لك، تقبل...
تقبل عائلتكَ، منزلك، شارعك، بيئتك، بلدك، جنسك، جنسيتك، جلَّ الأشياء التي أتيتَ و قُدمت لك هديةً مِن الخالق، أدوات تخدمك في رحلتك و مسيرتك، تقبلها.


لم؟
_ لأنَّ التقبل المفتاح الأساسي للنور، إنّهُ بوابةُ العبور لواقعٍ أفضل، الحياة التي تحلم أن تكونَ فيها.
و كيفَ لكَ أن تنتقلَ لواقعٍ أفضل، و أنتَ كل ماتركز عليه هو الأشياء الناقصة و الغير المُكتملة في واقعك الحالي.
و هل إن حصلتَ على ماتريد، و أنتَ رافض الآن، ستشعر بالرضا!
بل ستبقى تبحث عن أشياءَ تزعجك، إنها قوانين الحياة، و الكون عادل جداً، لأنه يعطيك ما تطلب، و بالمُقابل أنتَ تملك القرار المُطلق في ما تفكر و تشعر و تتصرف...
أنتَ السيد و القائد لذاتك و أفكارك، و يالها من حكمة بالغة لعقلٍ مُدبر.

و بما أنك صاحب القرار، تستطيع أن تعيش في جنةِ الله على الأرض، و جال في خاطري عبرة ذكرها أحد المُحاضرين، ذاكراً " و هل تتوقع أن تحيا جنةً فيما بعد، و أنتَ الآن لا تستطيع أن تحيا في جنةِ الأرض"، لم تؤجل الحياة و السعادة، و تعيش بسخط و تعب و ألم، إن كان هذا قرارك فالأمرُ يعود لكَ، لكن إن كنتَ تبحث عن الحقيقة و تريد الحياة الراقية، فاقبل و حين تتقبل تشعر بالرضى و تمتن، و الامتنان بوابة من الهِبات و العطايا لانهايةَ لها، فالامتنان يجلب المزيدَ منه، " فتمتن لكَ الحياة، و تعطيكَ ما تريد "

فكل شيء يتناغم مع شبيهه، هذهِ هي لغةُ الكون، إنه مغناطيس القطب المماثل، فالأفكار الإيجابية تلتقط ما يشبهها من مواقف و أحداث و أشخاص و علاقات إيجابية، و السلبيةُ كذلك.

فكلَّ صباح، امتن لأنك مازلتَ تملك الفُرصة لتكونَ شخص يصنع من نفسهِ نسخةً أروع، و امتن حتى لسريركَ و غِطائكَ و أبسطَ أشيائكَ، و للشمس التي أشرقت مِن أجلكَ، و تذكر أشياء كثيرة تملكها و امتن لها أيضاً، و افتح آفاقك للنور و التدفق و السريان من الحب و البهجة و السعادة و الفرص الجديدة الرائعة التي تستحقها.
فلطفاً أن تتذكر دائماً و في كلِّ لحظة يساوركَ القلقُ فيها، أنكَ تحيا لحظتك، فأنتَ تملك الآن فقط، فالحياة هنا و الآن، " و الآن هي مصدر قوتك " ، و المُفاجأة السّارة أنَ الكون بمغناطيسه المُماثل لأفكاري، يتعامل مع الآن؛ فإذاً " أنا أملك مفتاح البوابة لأصنعَ الأفضل، مهما كنتُ قد واجهتُ سابقاً، و مهلاً لا بأس إن كنا قد واجهنا آلامنا، هل كسرتنا؟

لو كانَ كذلك، لما نهضنا من جديد!
بقرار منا أن ننظرَ للألم أنه رسالة وعي و نقلة نوعية لطبقة أجمل و أرقى و أفضل.

" فحينَ يشتّدُ ألمك، يشتّد عودك، و يولدُ أملك "


" فالامتنان رحلة حياة_ كل لحظة أنتَ ممتن_ و كل لحظة أنتَ بوابة من استقبال المزيد من الوفرة الإلهية اللاحدود لها و لانهاية".

" و لئن شكرتم لأزيدنكم "

 

بقلم المدربة الدولية المعتمدة سارة الخطيب

أضف تعليقك

من فضلك أدخل الحروف كما في الصورة.
لا يوجد فرق بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

اشترك بقائمتنا البريدية

لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.

تحقق من شهادتك

×

تحقق من مدربك المعتمد

×