المقالات

النسخة الاروع منك

هناكَ في المرآة، انعكاساتٌ كثيرة تظهر في بداية تعرفكَ الحقيقي على ذاتك و مكنوناتِ صناديقِ ذكرياتها و أيام و ليالي من ظلامها و إقفالها للباب الذي ما إن تحملت المسؤولية و نظرت للداخل و قالت بصدق،من أنا؟
حتى بدأت الحياة تُظهر لها الأشخاص و الأشياء و المواقف و الأحداث كلّها طواعيةً لتجيب عن السؤال!

حقاً!

هل سؤالٌ كهذا، يحتاجُ إلى كل هذه القصص و الحكايا؟
و إلى صدماتٍ متتالية و خيبات تعصفُ بأمنِ النفسِ و آمالها!

أجل، فسؤال كهذا كم منّا يجرؤ على سؤاله لنفسه؟

أو حتى هل الشخص يجد نفسه محتاج لهكذا سؤال، هاه يالها من نكتةٍ طريفة...
أنا فلان ابن فلان، من عائلة معروفة و سمعة طيبة و أخلاق كريمة و أنا الذي لإسمي سيطٌ و شُهرة.
لحظةٌ واحدة، فالسؤال هنا من أنا؟

_ ليسَ المقصود منه هويتك التي تعبّر فيها عن شخصيتك في حياتك اليومية لتمييزك عن شخص آخر ...
بل المقصود هنا تجسيد الآية الربانية " و في أنفسكم أفلا تبصرون "
و ( في ) هنا حرف جر يدل على الاحتواء يأخذنا إلى الداخل؟
أها، و ماهو الداخل!

_لقد سئمنا من سماع هذه الكلمة، بالله عليكم ما الداخل هذا الذي تتحدثون عنه مراراً و تكراراً.

*حسناً، و برويّة لنتذكر قول الله تعالى في آيته " و نفختُ فيه من روحي "
و عدنا لنفس حرف الجر، فيه!
فالروح تسكن الجسد، و فيها مكمن الحقيقة كلها، لم؟
لأن الروح من أمر الله، لأنّها من صنع الله فهي دائماً نقية.
ولكنك مغلف بقشور تراكمت عبر السنين، و جمال الحياة في تحدياتها، لتصنع قصتكَ و تكونَ بطلها.
فإن كنتَ سيد عقلك و آمره فيما يفكر، استطعت التحكم بماهية مشاعرك و ضبط ذاتك و تحركاتك و تحديد مسارك و حينها أنت تسير على خطى ماتريد.
و إن كنت تعتقد جازماً أن عقلك من يجب عليه أن يقودكَ و نسيت الآيات الكريمة التي تدعوك للتفكر و البحث و التأمل وصولاً للمعرفة الحقيقية، تكون قد سلّمت شراع مركبتك للأفكار المخزنة في كتاب لاوعيك و سلسلة من الاختبارات الصعبة و التحديات القاسية التي قد لاتنتهي، لأن العقل لايقبل الفراغ.
فلنقف قليلاً و نسأل؟

_من نحنُ؟
و ما التميز الذي قد نضيفه إلى هذا العالم.
ما الجديد الذي سنصنعه..
كيف نصنع من أنفسنا أفضل نسخةٍ منها!
من مراقبتنا لها في كل لحظة و إدراكنا لأفكارها و مايجري في الداخل و السيناريوهات التي كُتبت من قبل! و بقرارنا الواعي لها أن نكتب السيناريو الخاص لنا و نروي قصتنا الخاصة و نصنع من أنفسنا أروعها.

 

بقلم المدربة الدولية المعتمدة سارة الخطيب

أضف تعليقك

من فضلك أدخل الحروف كما في الصورة.
لا يوجد فرق بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

اشترك بقائمتنا البريدية

لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.

تحقق من شهادتك

×

تحقق من مدربك المعتمد

×