المظهر الخارجيّ اللائق لدى المدرّس..

يعدّ المظهر الخارجي للمدرّس وجهاً من وجوه الكارزماتية الاجتماعية التي تلعب دور المغناطيس في جذب الطلبة.

فمظهرك صديقي المدرس يمثل المعلومات الأولى التي يلتقطها أيّ طالب من الطلبة المتواجدين في الغرفة الصفية، فبالتالي يقوم المظهر بدورٍ فعال بلقائك الأوّل مقارنةً باللقاءات التالية، ومعظم المدرسين المحترفين يدركون جيداً هذه الحقيقة، لكن وجبَ علينا أنْ ننوِّه على أهميتها الكبيرة في التأثير الاجتماعي، فإنَّ رتابة المظهر الخارجي تجعل اللقاء الأول يمرّ بسلاسة وانسيابية وذلك أنه يعطيكَ شعوراً بأريحية تُجاه ذاتك، وعندما تظهر مشاعر ارتياحك الداخلي تجاه نفسك سيرى الطلبة ذلك وسيلاحظونه وخاصّةً عندما تكون حركاتك خالية من التكلف والظاهر؛ فبالتالي يصبح تحييد موضوع تفكيرك في مظهرك بالمقابلة الأولى من جهة، ويُخرج انتباه الطلبة وتدقيقهم من جهة ثانية ويصبح تركيزهم منصباً على شخصيتك وعلى ماذا ستقولهُ. 

وتأكيد صديقي المدرِّس أنَّ مظهرك الخارجيّ يرسل رسائل بارزة إلى أذهان الطلبة، أوَّلها: أنَّك مدرّس تكنّ الاحترام والتقدير لذاتك؛ وبالتالي سَيُقَابل هذا الاحترام الصادر منك لذاتك بنظرات إعجاب من الطلبة تُجاهك. 

والرسالة الثانية: يعطي مظهرك الخارجيّ الأنيق إشعاراً للطلبة مفادهُ أنك مدرس قابل للإنسجام في الجوّ الصفيّ وذلك يعتمد على حسن اختيارك لملابس تعكس شخصيتك الحقيقية وميولك الحالية، 

وهذا ما سيولّد لهم الرسالة الثالثة، وهي: أنك مدرّسٌ ذو ثقةٍ عالية بذاتك، هذه الثقة التي بدورها تساعدك في إحكام القبضة الإدارية على جوّ القاعة الصفية بطريقة عاطفية، 

ومن الأخطاء الشائعة عند المدرسين أنَّ بعضاً منهم يقفون موقفاً قيادياً في القاعة الصفية ولا يتكلمون إلّا من بؤرة الإدارة وهذا وجهٌ خاطئ يعوّم الصفة الديكتاتوريَّة المنبوذة. 

الرسالة الرابعة: لطالما كان المظهر الخارجي هو الترجمان الأول لحضور المدرس الأول، فإنه سيحكي قصة سريعة عنك للطلبة، فهو سيخبرهم إنْ كنتَ مدرساً حازماً، أو كوميدياً، أو مزاجياً، أو تقليدياً ... فيجب أنْ تكون قادراً على أن تخبرهم القصة الصحيحة الدقيقة عن نفسك، فمن الجائز أنك تشعر بالارتياح وأنت ترتدي لباساً قطنياً وحذاءً خفيفاً وتعتقد أنَّ الطلبة يرونك مدرساً جذاباً أنيقاً. في حين أنَّ الحقيقة هي أنهم ربما يرونك غير جذاب؛ 

فبالتالي يترتّب عليك تشغيل أسلوبك الخاص في انتقاء لباس يعكس شخصية الحقيقة في مجال عملك. 

الرسالة الخامسة: إنّ مظهرك الخارجي يساهم في تفعيل الدور القيادي الإداري غير الديكتاتوري في الغرفة مما يساعدك في سرعة الاتِّصال الفعَّال مع أي نوع من أنواع الطلبة المتواجدين داخل الغرفة الصفية. 

وفي الختام: يجب على جميع المدرسين أنْ ينتقوا اللباس الصحيح قبل خوصهم في خِضمّ العملية التعليمية؛ لأنّ هذه المظهر سيترك أثراً فعّالاً في أذهان الطلبة سيبقى مرافقاً لهم طيلة العام الدراسي وخارج أسوار المؤسسة التعليمية التربوية.

بقلم المدرب الدولي المعتمد  الأستاذ سلمان علوش.