أنت لا تسير من لحظة الولادة إلى لحظةِ الموتِ بنظامِ خطٍّ واحدٍ، لأنّكَ وبسببِ بحثِكَ عن الكمالِ تعبُرُ إلى النتيجة ،وهي مجموعة التجارب الممهورة ببصمتك وحدك،

وهكذا تصير إنساناً بأبعادٍ روحية٠٠ اجتماعية٠٠ عقلية.. فكرية٠٠جسدية٠٠

فيك ينطوي العالم الأكبر٠٠٠٠٠٠
أيّها الإنسان : أنتَ هذا الهواءُ الذي يخترقك شهيقاً وزفيراً ليلقّحَ خلاياك فيجدّد الحياةَ فيها

٠٠٠أنتَ تستطيعُ أن تتجاوزَ حواسَّك الخمس بالفِكْر ؛

فبِهِ وحدَهُ تعود إلى الماضي ،

وبه تنطلق إلى المستقبل٠٠

به وحده دونَ الحواسّ٠٠٠

به وحدَه تتعرّف إلى الله ...

وبه تعرُجُ إلى السماوات في يومٍ مقدارُهُ ألفُ سنة بالحساب الزمني لله٠٠٠
نعم٠٠

بالفكر وحدَه تمتطي سرعةَ الضّوءِ لتتحد مع الرّوح الإلهيّة ،

وهنا تدرك أن الله كلمة ، والكلمة طاقة كونيّة فيها من الرّوح العليا ما يعادلُ المادة وذرّاتها٠٠

والله بدوره خلقك بكلمة :(كُن) فكنتَ٠٠٠

إذاً ما دمتَ-أيها الإنسان- بهذا الإعجاز فلماذا تشوّه الكلمة ولماذا تراكم الفكر برَوَثِ معتقدات خاطئة،وأفكار محدودة بهموم وأحزان ومشاعر حقد وحسد وقلق وخوف !!!!

أنت نورُ الله على الأرض وخليفتُه بدليل أنه جعلَ الرسالات الإلهيّة بيد الأنبياء من البشر ٠وليس  الملائكة٠٠
فلنكن بهذه القوة وهيّا بنا نبني البرزخ الواصل بين
الفكر والروح- التي هي بعض من الله- وذلك بالمعرفة والصبر والمحبة وبالشغف للوصول إلى أفضل صورة ذهنية نريدها لذواتنا لأننا نستحق٠٠

نعم نستحق ما خُلقنا عليه من سموّ وتفرّد٠٠
نعم نستحقّ ٠٠نعم نستحقّ

بقلم المدربة الدولية المعتمدة بثينة حلوم