كل شخص عبارة عن خلية صغيرة في جسد كبير
عبارة تختصر علم الوعي، من فهمها فقد اختصر على نفسه الكثير..
كما أن جسم الانسان يحتوي على مليارات الخلايا، وكل خلية تعمل عملها الخاص لخدمة الجسم ككل..
هذا يعني أن جميع الخلايا مهمة ولا يوجد خلية جيدة وخلية سيئة، وأيضا لا يوجد تفضيل، فخلايا المخ مثلا ليست أفضل من خلايا المستقيم فهي لا تستطيع ان تعيش لوحدها لأن جسم الانسان عبارة عن منظومة متكاملة متوازنة، وكل الخلايا مترابطة فيما بينها رغم أن كل واحدة فريدة من نوعها وتقوم بعمل محدد ولها دور خاص في خدمة الجسم بشكل عام وتحصل من الجسم على كل ما تحتاجه من غذاء وطاقة..
إنك لا تجد في جسم الانسان خلية تزدري أخرى او تحكم عليها او تدينها او تصنفها او تتعصب او تعاملها بعنصرية وحقد وحسد وكره بل على العكس هناك انسجام وتناغم بين عمل الخلايا فالكل متقبل الكل وكل خلية تقوم بدورها الخاص.
من هنا فمعنى الجملة التالية: 
كل شخص عبارة عن خلية صغيرة في جسد كبير: 
اي كل واحد فينا عبارة عن خلية في الجسم الكوني (الكون)، ولكل واحد فينا دوره المحدد وتجربته الخاصة.
كل الاشخاص على اختلاف هوياتهم وتنوعهم فهم جزء من هذا الكون وجميعنا سواسية وجميعنا مشتركون في الانتماء إلى الله الذي نفخ فينا جميعا من روحه وجعل لكل واحد فينا مهمة خاصة وتجربة فريدة عليه ان يتقبلها وان يعرف دوره وقيمته وأهميته وروعته في هذا الكون ولكن ليس على حساب الآخرين.
من هنا ضرورة فهم وعي الاتصال وان الكل عبارة عن شخص واحد يمر بتجارب متعددة وأن كل واحد فينا هو كل هؤلاء الاشخاص بتجاربهم المختلفة من اجل ان يخوض تجربته الخاصة، وإذا لم نعي ذلك سنصل الى مرحلة الانفصال عن الحب وبغياب الحب سيعم الكره...
علينا ان نتعلم احترام عالمنا الخاص وعوالم الآخرين، فنحن من نصنع هذا العالم وكل ما يظهر في حياتنا ما هو إلا انعكاس لعالمنا الداخلي أو معلم جاء ليلقننا الدرس، وبتقبله يختفي واذا استمر يجب أن نغوص في أعماقنا لنغير ما يجب تغييره والمعيار هو الألم..
إذا فهمنا ذلك سندرك أن الحكم والادانة والازدراء والتصنيف والتعصب والحقد والحسد والكره ما هي إلا برامج تخريب تخل بالتوازن وتجلب لنا كافة الانعكاسات السلبية والأمراض الجسدية حتى المستعصية منها..
لندرب أنفسنا على الحياد فلا نتفاعل وليس لنا علاقة وبعد ذلك سنتقبل الآخر باعتباره خلية مثلنا في نفس الجسد لنصل في نهاية المطاف إلى الحب أي إلى الجنة أي إلى الله.

المدرب المعتمد مازن حسن