يُعرّف التسويق العشوائي (أو التسويق غير المُستهدف) بأنه نهج تسويقيّ يُوجّه رسائل إعلانية إلى جمهور واسع دون استهداف فئات مُحدّدة أو شرائح مُعيّنة.  يُشبه هذا الأسلوب رشّ البذور في حقلٍ واسع، على أمل أن تنمو بعضها وتُثمر.  ولكن، هل هذا النهج فعّال حقاً في عالم اليوم الذي يُسيطر عليه التخصيص والتجزئة؟  يُثير هذا السؤال جدلاً واسعاً بين المُسوقين.

من جهة، يُعدّ التسويق العشوائيّ بسيطاً ورخيصاً نسبياً،  مما يجعله مُغرِياً للشركات ذات الميزانيات المحدودة.  لكن من جهة أخرى،  قد يُمثّل هذا النهج إهداراً كبيراً للموارد،  حيث أن جزءًا كبيرًا من الرسائل الإعلانية قد لا يصل إلى الجمهور المُستهدف،  مما يُقلّل من فعاليته.  و قد يُعتبر هذا النهج نوعاً من  "إلقاء المال في البحر".  كما أن  زيادة عدد الرسائل العشوائية قد تُؤدي إلى إزعاج الجمهور،  مما يُضعف  الثقة بالعلامة التجارية.

نقاط القوة:

 الوصول السريع إلى جمهور كبير:  يُتيح التسويق العشوائيّ الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص في وقت قصير،  مما يُمثّل ميزةً للشركات التي ترغب في التوسّع السريع.

 التكلفة المنخفضة:  مقارنةً بالطرق المُستهدفة،  يُعدّ التسويق العشوائيّ أقل تكلفة،  مما يجعله مُناسباً للميزانيات المحدودة.

نقاط الضعف:

 انخفاض معدّل التحويل:  بسبب عدم استهداف جمهوره،  فإن معدّل التحويل في هذا النوع من التسويق منخفض جدّاً.
 الإزعاج:  قد يُعتبر هذا النهج مزعجاً للمستهلكين،  مما يُؤدّي إلى تراجع صورته عن العلامة التجارية.
 صعوبة قياس الفعالية:  من الصعب قياس مدى فعالية الحملات الإعلانية العشوائية،  مما يُعيق تحسينها وتطويرها.

إنه "لا يُمكنك بيع شيءٍ للجميع.  التسويق الفعّال يُركّز على الجمهور المُستهدف."
 كما أن"إلقاء المال في البحر لا يُعطي نتائج تُذكر.  الاستثمار في التسويق المُستهدف هو استثمارٌ في النجاح."

 "الفعالية لا تُقاس بكميّة الرسائل المُرسلة، بل بكميّة النتائج المحققة."

الخلاصة:

في حين أن التسويق العشوائي قد يكون مُناسباً في بعض الحالات المُحدّدة،  إلا أنه ليس نهجاً مثالياً في عالم التسويق المُتطور.  مع توفّر أدواتٍ مُتقدّمةٍ  للاستهداف الدقيق للجمهور،  يُفضّل  الاستثمار في استراتيجيّات تسويقيّة مُستهدفة  لضمان  الوصول إلى الجمهور المناسب،  و تحقيق عائد استثمارٍ مُرض.  لا يُمكن الاعتماد على الحظ في بناء علامة تجارية قوية وناجحة.

بقلم المدربة الدولية المعتمدة بدور طيارة.