في حقيبتي وضعت بعض الأساسيات التي أستخدمها يومياً، بطاقة هوية شخصية تدعي أنها تعرفني وتعرف صورتي القديمة وتاريخ ميلادي، بعض النقود لشراء الأفوكادو ومناديل ورقية للاستخدام الشخصي، وزجاجة عطر صغيرة لأجدد رائحتي خلال ساعات اليوم.

في جعبة منفصلة ومستقلة أضع "بخاخ اللطف" برائحة جوز الهند لأنها من روائحي المفضلة.

عندما اقتنيته لم أجد في علبته أي معلومات عن الاستخدام، ولا قصاصة ورقية بمحتواه وصلاحيته، إلا أنني قررت تجربته بنفسي واكتشاف خصائصه المفيدة.

تأخرت عن موعدي لدى طبيب الأسنان، وصلت متعباً ورأيت طبيبي غاضباً ومتعباً أكثر مني، فتناولت "بخاخ اللطف" ورششت بعض اللطف على طبيبي، ليشعر باللطف واللين، فهدأ واستمر بعلاجي وهو سعيد. غادرت العيادة وعلى وجهه ابتسامه تقول شكراً لتفهمك تعبي واحتضانك غضبي.

في محل الخضار، طلبت الأفوكادو وكان المكان مزدحماً تفوح منه رائحة البقدونس والخس. رأيت البائع مرهقاً بيدين متسختين متشققتين، يصرخ على ولد يعمل لديه ويشتمه بكلمات جارحة، حقاً كانت كلماته جارحه لدرجة أن الخضار والفواكه بدأت تتشقق، أريد الأفوكادو سليماً بلا جروح، فرششت قليلاً من اللطف على البائع ليشعر بالارتياح ويتوقف عن تجريح الولد والخضار البريئة، أخذت الأفوكادو وذهب لمنزلي.

في المنزل، كانت والدتي غاضبة لأن أبي مريض متذمر، وهي متعبة من أعباء المنزل وضغوطات الحياة، تناولت "بخاخ اللطف" فخافت منه وقالت أتعتقد أني حشرة لتستخدم هذا المبيد في وجهي؟

وقبل أن تنطق جملة ثانية،  رششتها باللطف فهدأت وابتسمت واستكملت يومها بسعادة ورضا.

في غرفتي، وضعت بعضاً من اللطف على وسادتي لأني أستحقه كما يستحقه أي كيان آخر من حولي.

تحت الوسادة وجدت ورقة تقول

"بخاخ اللطف"

بخاخ موضعي يستخدم للكبار والصغار والنبات والأحجار،

يرش على بعد إنشات من المادة المطلوبة، يستخدم بسبب أو بدونه لأن أعراض دواعي الاستعمال قد لا تكون ظاهرة.

الجرعة: رشة واحدة عميقة وحقيقية تكفي

وتكرر عند اللزوم.

التداخلات الدوائية: لم يعرف أي تداخلات حتى الآن، إلا أن بعض المرضى قد اشتكوا منه وتعرضوا للحساسية فيرجى اختباره بالتدريج لأول مرة وبجرعات قليلة.

الصلاحية: يبقى صالحاً ما دام قلبك نابضاً بالحب.

في الصباح، استيقظت سعيداً وفخوراً لنجاحي بمعرفة "بخاخ اللطف" واستخداماته الطبية وإرشادات الاستخدام.

قلت لنفسي سأضع منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي أكتب فيه عن "بخاخ اللطف" مع صورة الورقة التي وجدتها تحت وسادتي.

بحثت عن الورقة لم أجدها، وعن البخاخ لم أجده، ذهبت إلى المطبخ ووجدت ثمرة الافوكادو الجميلة.

كنت أحلم، والآن شاركتكم حلمي هذا لتصنعوا واقعاً أكثر لطفاً، وتحيطوا العالم بلطفكم .

بقلم المدرب الدولي المعتمد أوس ديوب