لم يكن أبداً، يوماً عاديَّاً، لقد كانَ استثنائياً، كنتُ على مشّارفِ نهاياتي، و إذّ بها البدايات الرائعة تتجلّى في حياتي..

سارة، هل يُعقل أن يبقى حالكُ هكذا؟

 إلى متى ستدمرين نفسكِ و أنتِ منعزلة عن الواقع..

هذا ماكنتُ أُحدثُ بهِ نفسي، حينَ فتكت الحياة بكلِّ أشرعتي..

تهاويتُ أرضاً، و قواي خارت، و فقدتُ الرغّبةَ في كلِّ شيء..

رأسي مثقل بالأفكار، و لسان حالي يردّد و يقول ( لقد انتهيت)..

وللنهاياتِ القاسية بدايات تنبثق من عمق الظّلام ويبزغ النور معلناً عن فجر ولادةٍ جديدة..

 إنّها الولادة الروحية يا أصدقائي!

باللحظة الّتي تنغلق بها الأبواب جميعاً و ترفع رايتك البيضاء، أنتَ تعلن رسمياً ولادة النسخة الأفضل منك..

ولأنَّ " حينَ يشتد ألمك، يشتد عودك، و يولد أملك "..

 و الحكمة و العدل الإلهي يحاوطان عالمك..

تتدرج آلامك لتبلغ أقصاها، حتى تستعد لاستقبال ما سيحاربه عقلك الماكر من وعي جديد سيغير مجرى حياتك و عالمك..

كان حدثاً أشبه مايكون بقطع الأنفس..

 لقد أفسد اليأس أمان قلبي، إذ حققتُ فشلاً ذريعاً بيقيني أن أترفّع عاماً دراسياً في حياتي الجامعية..

وأخذَ هذا الانتكاس معه محطّات كثيرة من حياتي فتوقفت..

 فضلاً عن الضرر و الأذى النفسي الذي عايشه جسدي المرهق و المنهك من كثرة التفكير و الملامة و المواجهة و بشاعة المقارنة و الانتظار المشحف بحق ذاتي السرمدية النبيلة المحاربة الصغيرة الطموحة عنان السماء..

فلم تكن تبرح حتى تبلغ و تيقنت بعد سقوط شراعها الأخير الذي أدوى بطمأنينة روحها أن الألم العظيم من يصنع الاستثناء و يولّد الإبداع و يفجر الطاقات الكامنة و يأخذ العقل مجراه بالتفكير خارج الصندوق..

وإذ بك شخص صاحب رسالة وهدف واضح ورؤيا لنهاية النفق والمطاف منير بومضات روحك الأبدية التي تجلت في عالمك و شعارك الباقي " أن تصّنعَ أفضل نسخة منك في كل لحظة..

و لا عليكَ فلا فشل في الحياة يدنيك..

فإنما هي تجارب وخبرات من آلام تعلّمك فتطهّرك فتقويك فترقيك فتطورك فتثري عالمك و تضيء الكون.

فجر ولادتي الروحية..

بقلم المدربة الدولية المعتمدة الكاتبة ساره الخطيب.