Welcome to (TTDA London) Training and Teaching Development Academy, UK.
الأخلاق تتغير، وطريقها التخلق بالكمالات من الأخلاق.
والأذواق تتغير بالانفتاح على الوجود وإمكانية التجريب.
أما الطباع فهي عصية على التغيير تكاد لا تتغير!
فهل يستطيع الإنسان تغيير طباعه كما استطاع تغيير طباع بعض الحيوانات المفترسة عندما أراد تدجينها؟
الطبائع جمع طبيعة وهي الخلقة، أي ما جبلت عليه الاشياء؛
للإنسان طباع متعددة قد خلقت معه، وتأصلت في ذاته مع مرور الزمن.
وهي عند المؤمن الاستقامة، وعند العابد الزهد، وعند المخادع الخيانة، وعند المستبد الغرور، وعند الملحد الفساد، وعند المنافق الكذب، وعند المصلح التضحية.
تتبع الطباع خط سير محدد قد تحيد عنه قليلاً ولكنها سرعان ما تعود إلى ما كانت عليه. طباع الإنسان قد تكون جاذبة أو منفرة.
طباع الإنسان ترافقه في حله وترحاله، مهما حاول إخفاءها، فهي تطفو على السطح أمامه وأمام الأخرين، قد تظهر حيناً وتختفي أخرى لكنها لا تزال موجودة.
تظهر طباع الإنسان الحقيقية حين يتعرض لتحدي معين.
تتوارث هذه الطبائع وتنتقل عبر الإنسان من جيل لآخر، تبقى موجودة، تميزه عن الآخرين.
كما أن للبيئة المحيطة أثر عظيم في تشكيل طبع الإنسان، فقد يتحول المرء من إنسان هادئ الطباع إلى عصبي في حال استمر وجوده بين مجموعة يغلب عليها هذا الطبع.
وقد يتحول إلى إنسان قلق تنتابه الوساوس اذا ما أحيط بأشخاص دائمي اللوم والانتقاد.
وقد يتحول إلى بخيل إذا وجد شح يحيط به.
وقد يتحول إلى شخص عديم المشاعر اذا عومل بقسوة على مدار سنين.
وقد يتحول من كونه صاحب نظرة متفائلة إيجابية إلى آخر سلبي يبحث عن كل ماهو سلبي.
هذا التحول لا يحدث بين ليلة وضحاها وإنما هو نتاج عراك سنين.
إن صعوبة تغيير الطباع تأتي من أن الطبع في الإنسان استغرق زمناً ليتمكن، لم يواجَه حينها بالتصدي وهو ما يزال في مهده، وذلك في محاولة لتحويله أو التخفيف من حدته.
ومن هنا تأتي أهمية الوعي بالذات في إحداث التغيير أو التبديل أو التعديل في الطباع؛ الأمر الذي يقتضي انكباب الإنسان على ذاته يكتشفها ويعالج ثغراتها.
إذا أردت أن تتغير أحط نفسك بالبشر الذين يمتلكون الطباع التي ترغب باكتسابها وحيازتها.
فقد قيل "أن المزاولات تعطى الملكات ومعنى هذا أن من زاول شيئاً واعتاده وتمرن عليه صار ملكه له وسجية وطبيعة".
مع استمرار المحاولة تتمكن من السيطرة على طباعك السيئة أو التخفيف من وطأتها.
وكلما كانت المحاولات مستمرة ومتعاقبة وقوية اشتد عود الطبع الجديد فصعب غلبته بسهولة.
لا تتغير الطباع دفعة واحدة. فهي كما اشتدت عبر صيرورة الزمن، لا بد أن تأخذ ذات المسار والوقت، ولكن باتجاه معاكس.
بقلم المدربة الدولية المعتمدة غزلان العبرطة
Keep up-to-date with the latest news, Courses and updates by subscribing to our newsletter.
Add your comments