هل القلبُ يعقلُ؟
هل الدماغُ يشعرُ؟
وفي أيّهما يكونُ العقلُ؟
وفي أيّهما يكونُ الوعيُ؟
أينً تتواجدُ غرفةُ العملياتِ التي تعالجُ أفكارَنا،ومعتقداتِنا،ومشاعرَنا فتميّزَ المميّزَ وتجنّبَ ما دونَه؟
نسألُ اللهَ -أوّلاً- فنقف عند قولِهِ:بسم الله الرحمن الرحيم:(أفلا يسيروافي الأرضِ فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها٠٠٠) ويقولُ:(فإنّها لاتعمى الأبصارُ ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور)٠٠هل يسمّي اللهُ(العقلَ) قلباً٠٠مجازاً أم يقصدُ القلبَ هو العقل الذي نعرفُه في الدماغ؟!!!!٠
ونسأل الفلاسفةَ-ثانياً- فيجيبُنا الفارابي قائلاً: (القلبُ هو العضو الحاكمُ في الجسمِ بينما المخُّ يأتي في المرتبةِ الثانية)٠٠
وتأتي الدراساتُ الحديثةُ -ثالثاً- لتؤكّدَ أنَّ العقلَ مصدرُهُ القلبُ وله اتصالٌ بالدماغ،والقلبُ يدركُ ويفكّرُ  ويتبادلُ المعلومات ِمع المخِّ وهو المسؤولُ عن عواطفِ الإنسانِ ومشاعرِه٠٠٠
 د٠ آرمور يقول: هناك عقلٌ داخلَ القلب ؛فقد اكتُشِفَ عام ١٩٩١ داخلَ القلب نسيجٌ عصبيٌّ مثل المخِّ فيه ٤٠٠٠٠ خليّةٍ عصبيّة تحسُّ وتشعرُ ولها ذاكرة وتعملُ بعيداً عن العقل وهذا النسيجُ منفصلٌ عن الجهاز العصبي ٠٠٠وأكّدَ علماءُ الأعصابِ والقلبِ أنَّ زراعةَ القلب تؤثّرُ على ٧٠% من الأشخاص الذين خضعوا لها  فصاروا يحبّون أشياء ما كانوا يحبّونها قبل الزراعة ويفكّرون بالطريقة ذاتها والتي كانت لأصحاب القلوب الحقيقية ك(سوني غراهام) عام ١٩٩٥ أخذ القلبَ من شخصٍ منتحرٍ وبعد ١٢ سنة انتحرَ  بالطريقة ذاتها لصاحب القلب٠
و-رابعاً-نقولُ:العقل هو الوعيُ الذي يقودُ أحاديثَنا ورؤانا وافتراضاتِنا ، والقلبُ في علم الطاقة له شاكرا (الأناهاتا) خضراء اللون وهي مسؤولة عن الحب والعطاء  والحنان والرحمة،والانسجام منها وبقرارٍ منها تولد المشاعر نحو الآخرين لتتشكل المواقف الإنسانية الراقية التي تبني الوجود الإنساني كما يجب أن يُبنى٠٠
فلنحافظْ على قلوبِنا متنورّرةً نسعد..

بقلم المدربة الدولية المعتمدة بثينة حلوم.