Articles

The happiness is a problem- Chapter 2- from the book of The Art Of Indefference

 The happiness is a problem- Chapter 2- from the book of The Art Of Indefference

                                                                                                  الفصل الثاني

                                                                                                السعادة مشكلة

يقول الكاتب: الحياة نفسها نوع من أنواع المعاناة.. يعاني الأثرياء بسبب ثرائهم، ويعاني الفقراء بسبب فقرهم. ويعاني من ليست لديهم أسرة بسبب عدم وجود أسرة، ويعاني من لديهم أسرة لأن لديهم أسرة، يعاني من ينشدون المسرات الدنيوية لأنهم ينشدون المسرات الدنيوية..

ليس معنى هذا أن أنواع المعاناة متساوية كلها. بالتأكيد، هنالك معاناة أشد ألماً من معاناة أخرى، لكن رغم ذلك، لا بد لنا جميعنا من المعاناة.

 الفكرة المركزية في هذه الفلسفة هي أن الألم والخسارة أمران لا مهرب منهما وأن علينا أن نقلع عن محاولة مقاومتهما.

 

هنالك فرضية كامنة خلف كثير مما نظنه ونعتقده،

الفرضية الأولى: أن السعادة نوع من عملية منطقية، وأن من الممكن أن يعمل المرء من أجلها وأن يحققها ويكسبها مثلما يحقق لنفسه القبول في كلية الحقوق أو مثلما يبني منشأة معقدة حقاً.  إذا توصلت إلى إنجاز ما فسوف أستطيع أن أكون سعيداً، وإذا صار شكلي مثل «ع» فإنني أستطيع أن أكون سعيداً، وإذا استطعت أن أكون مع شخص مثل (ج) فسوف أكون سعيداً.

لكن هذه الفرضية هي مكمن المشكلة بالضبط... ليست السعادة معادلة رياضية نحلها.

 إن القلق وعدم الرضا جزءان أصيلان من الطبيعة البشرية، وهما مكونان ضروريان لخلق سعادة مستقرة.

وأضاف الكاتب: إنني أعاني، لكن لسبب بسيط هو أن المعاناة أمر مفيد من الناحية البيولوجية. إنها الواسطة المفضلة لدى الطبيعة من أجل الحث على التغير.

لقد نشأ جنسنا بحيث نعيش دائما قدراً من عدم الرضا ومن انعدام الأمان لأن من شان الكائن غير الآمن، غير الراضي، أن يبذل قدراً أكبر من الجهد والعمل في سبيل التجديد وفي سبيل البقاء.

 نحن مركبون هكذا، مركبون بحيث نكون غير راضين مهما حققنا، وأيضاً بحيث لا يرضينا عدم تمكننا بعد من تحقيق هذا الشيء أو ذاك. هذا الغياب الدائم للرضا هو ما جعل من يقاوم وينجح في البقاء وفي البناء وفي فتح الأرض كلها. هذا يعني أن ألمنا وشقاءنا ليسا شائبة أو عيباً ضمن تطور بني البشر، بل هما من بين سماته الأصيلة.

الألم في أشكاله كلها هو الوسيلة الأكثر فعالية لدى أجسادنا من أجل دفعها إلى الفعل.

 فلنأخذ شيئاً بسيطاً جداً،  تخيل أن شيئاً وخز إصبع قدمك. فسوف تصرخ وتقول كلمات سيئة. وغالباً ما تلقي باللائمة في هذا الألم على شيء صغير تافه لا يستطيع الحركة،

إن الألم الجسدي ناتج عن نظامنا العصبي، وهو آلية موجودة من أجل إعطائنا إحساساً بأبعاد جسدنا. أين تستطيع أن تتحرك وأين لا تستطيع، وما تستطيع لمسه وما لا تستطيع، عندما نتجاوز حدودنا هذه يعاقبنا نظامنا العصبي العقوبة التي نستحق ويحرص على أن ننتبه فلا نكرر تلك الفعلة مرة أخرى.

هذا يعني أن تفادي الألم والسعي وراء المسرة ليس بالأمر المفيد دائماً لأن الألم يمكن أن يكون أحياناًَ ذا أهمية حاسمة فيما يتعلق بصحتنا وبقائنا.

إلا أن الألم ليس جسدياً فحسب ويمكن لبني البشر أن يعيشوا آلاماً نفسية حادة أيضاً.. على غرار الألم الجسدي، يكون الألم النفسي مؤشر على أن هنالك شيئاً قد اختل توازنه، أو على أن هنالك حداً قد جرى تجاوزه، وعلى غرار ألمنا الجسدي أيضاً ليس الألم النفسي أمراً سيئاً بالضرورة، وليس أمراً غير مرغوب فيه بالضرورة.

ففي بعض الحالات يمكن أن يكون عيش الألم النفسي أو الانفعالي أمراً صحياً مفيداً، أو أمراً ضرورياً. فمثلما تعلمنا آلام إصبع القدم أن علينا أن نسير من غير أن نصطدم بالطاولات، يعلمنا الألم الانفعالي الناجم عن الفشل أو الصد كيف نتجنب الوقوع في الأخطاء نفسها في المستقبل.

هذا هو مصدر الخطر في مجتمع يسعى أكثر فأكثر إلى تجنيب نفسه.

المعاناة الناجمة عن منغصات الحياة التي لا مهرب منها، إننا نخسر الفوائد الناتجة عن تلقي جرعات صحية من الألم؛ وهي خسارة تجعلنا منفصلين عن واقع العالم الذي من حولنا.

إلا أن مشكلاتنا هنا على الأرض لن تكف عن الوجود أبداً.. أقول هذا جاداً.. المشاكل لا تنتهي أبداً..

إن الحياة في جوهرها، سلسلة غير منتهية من المشاكل، وتأتي السعادة من حل المشكلات.

يجب أن يكون لدينا شيء نحله حتى نكون سعداء.

 فالسعادة إذاً شكل من أشكال الفعل؛ إنها نشاط وليست شيئاً يأتينا ونحن في حالة سلبية متلقية فقط، ليست شيئاً تكتشفه بطريقة سحرية من خلال مقالة ترشدك إليه في صحيفة مشهورة أو من خلال هذا أو ذاك من المعلمين والمرشدين الروحين .

ويرى الكاتب أن السعادة عمل يتقدم باستمرار لأن حل المشاكل عملية ماضية باستمرار، وأنت لا تعثر على السعادة الحقيقة إلا عندما تجد المشاكل التي يمتعك وجودها، أي المشاكل التي تستمتع بحلها.

الفكرة تظل هي نفسها.. حل مشاكلك وكن سعيداً!  لكن الحياة، للأسف ليست بهذه البساطة عند أشخاص كثيرين، هذا لأنهم يفسدون الأمر كله بطريقة من الطريقتين التاليتين أو بالطريقتين معاً:

 1- الإنكار:  ينكر بعض الناس وجود المشاكل من الأصل، وبما أن هؤلاء ينكرون الواقع، فإن عليهم دائما أن يخفوا هذا الواقع عن عيونهم أو أن يلهوا أنفسهم عنه. قد يمنحهم هذا بعض الراحة على المدى القصير، لكنه يؤدي إلى حالة من العصبية وانعدام الأمان والاكتتاب.

2 - ذهنية الضحية: يفضل البعض التفكير في أن ما من شيء يستطيع فعله لحل مشكلاته حتى عند توفر القدرة على حلها، يسعى «الضحايا» إلى لوم الآخرين على مشكلاتهم أو إلى لوم ظروف خارجية. قد يجعلهم هذا أكثر ارتياحاً  على المدى القصير، لكنه يؤدي بهم إلى حياة من العجز واليأس والحنق الدائم.

كما أن المخارج السريعة تسبب الإدمان أيضاً، كلما زاد اعتمادك عليها حتى يتحسن إحساسك تجاه مشاكلك العميقة، كلما صرت أكثر حاجة إليها.

إن لكل منا طرقه المختارة من أجل تخدير ألم مشاكله، ليس في الأمر مشكلة إذا استخدمنا تلك الأشياء بجرعات معقولة، لكن كلما طال تفادينا مواجهة المشاكل كلما طال أمد تخديرنا، وتلك المشاكل صارت أكثر إيلاماً، عندما نجد أنفسنا مضطرين إلى مواجهتها في وقت ما.

يعلي الناس من شأن العواطف والانفعالات، تنشأ عواطفنا وانفعالاتنا لغاية واحدة محددة حتى تساعدنا في العيش وفي إعادة إنتاج أنفسنا على نحو أفضل قليلاً، هذا كل ما في الأمر.

 إنها آليات تخبرنا بأن لدينا شيئاً من المحتمل كثيراً أن يكون صحيحاً أو من المحتمل كثيراً أن يكون خاطئاً...

ومثلما يعلمك الألم الناجم عن لمس الموقد الحار أن عليك ألا تلمسه مرة أخرى، فإن شعورك بالحزن الناجم عن كونك وحيداً يعلمك أن تمتنع عن تكرار فعل الأشياء التي جعلتك تشعر بهذه الوحدة كلها.

اذاً ليست الانفعالات إلا إشارات بيولوجية مصممة لكي تلكزك على نحو يوجهك صوب تغييرات مفيدة لك.

انتبه!! أنا لا أريد التهوين من شأن أزمة منتصف الحياة التي تمر بها الآن، ولا من حقيقة  سرقة دراجتك عندما كنت في التاسعة من عمرك، ولم تتمكن من تخطي ما حدث حتى الآن لكن الأمر عندما يكون هكذا، وعندما تجد نفسك لا تزال تشعر بالانزعاج، فهذا لأن دماغك يخبرك بأن هنالك مشكلة لم يتم التعامل معها أو لم يتم حلها.

 بكلمات أخرى، فإن المشاعر والانفعالات السلبية ليست إلا نداء إلى الفعل، وعندما تأتيك هذه الانفعالات، فمعنى هذا أن عليك أن تفعل شيئاً.

أما من ناحية أخرى، فإن المشاعر والانفعالات الإيجابية تأتيك كنوع من المكافأة لأنك فعلت الشيء الملائم.

 عندما تعيش هذه المشاعر، تبدو الحياة لك بسيطة ويبدو لك أنه ليس مطلوباً منك غير الاستمتاع بها وبعد ذلك، وعلى غرار كل شيء في الحياة، تزول تلك المشاعر الإيجابية لأن مشاكل أخرى تظهر من جديد فتحل محل القديمة، وهذا أمر لا يمكن تجنبه.

المشاعر والانفعالات جزء من معادلة حياتنا، لكنها ليست المعادلة كلها. لا يعني إحساسي بأن شيئاً ما حسن أن هذا الشيء حسن حقاً. وإحساسي بأن شيئاً آخر سيء لا يعني أن ذلك الشيء سيء فعلاً. المشاعر والانفعالات ليست أكثر من إشارات على الطريق، أو مقترحات يقدمها إلينا جهازنا العصبي؛ وهي ليست حقائق ولا أوامر، من هنا لا يجوز أن نثق بمشاعرنا على طول الخط بل إنني أرى في الواقع أن علينا أن نطور عادة الشك فيها.

يتعلم كثير من الناس أن يكبتوا مشاعرهم، وذلك لأسباب مختلفة، شخصية أو اجتماعية أو ثقافية، وينطبق هذا على المشاعر والانفعالات السلبية خاصة، والمحزن في الأمر أن إنكار المرء مشاعره وانفعالاته السلبية ليس إلا رفضًا لكثير من الآليات التي تعمل على تزويده بمعلومات تساعده في حل مشكلاته. ونتيجة هذا يجد كثير من الأفراد الذين يعيشون هذا النوع من الكبت صعوبة في التعامل مع مشكلاتهم. على امتداد مجرى حياتهم كله. إذا كان هؤلاء غير قادرين على حل تلك المشاكل، فهذا يعني أنهم غير قادرين على أن يكونوا سعداء!

تذكر دائماً أن للألم غاية! لكننا نجد أيضاً أشخاصاً يفرطون في التصرف وفقاً لمشاعرهم وانفعالاتهم. وكل شيء مبرر عندهم لسبب وحيد ألا وهو أنهم يشعرون، هكذا يقول الواحد منهم: «أوه، لقد كسرت زجاج سيارتك. لكني كنت في حالة جنون حقيقية. لم أستطع الامتناع عن فعل ذلك»، أو «لقد تركت المدرسة وانتقلت إلى ألاسكا لأنني شعرت أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله».

إن اتخاذ القرار استناداً إلى الحدس الانفعالي من غير الاستعانة بالتفكير المنطقي لضبط هذا الحدس، يؤدي بك إلى الفشل دائماً.

هل تعرف من الذي يبني حياته كلها اعتماداً على مشاعره وانفعالاته؟ إنه الطفل ابن ثلاث سنوات......

إن الاتكال المفرط على المشاعر والانفعالات وجعلها حاجة لنا، يقودنا إلى الفشل لسبب بسيط هو أن تلك المشاعر والانفعالات لا تدوم على حال أبداً، مهما يكن ما يجعلنا سعداء اليوم فسوف يكف عن جعلنا سعداء غداً، لأن تركيبنا البيولوجي يحتاج دائماً إلى المزيد. والتركيز المستمر على السعادة يصل لا محالة إلى مطالبة لا تنتهي بشيء آخر ... بيت جديد، أو علاقة جديدة، أو طفل جديد، أو زيادة جديدة في الأجر وعلى الرغم من عرقنا وتعبنا كله ينتهي بنا الأمر بنوع من الإحساس المخيف بأننا عدنا إلى حيث بدأنا لم نكتف بعد! يشير علماء النفس إلى هذه الفكرة أحيانا باسم حلقة المتعة المفرغة: فكرة أننا نعمل بجد على الدوام من أجل تغيير وضع حياتنا لكننا لا نحس اختلافًا كبيراً في حقيقة الأمر.

هذا هو السبب الذي يجعل مشكلاتنا متكررة الظهور ويجعلها شيئاً لا يمكن تفاديه الشخص الذي تحبينه وتتزوجينه هو نفسه الشخص الذي تتشاجرين معه والبيت الذي تشتريه لأنه أعجبك كثيراً هو نفسه الذي تجد نفسك مضطراً إلى إصلاحه أو تحسينه.

هذا قرص دواء يصعب ابتلاعه، تعجبنا فكرة وجود نوع من السعادة القصوى الدائمة التي يمكن الوصول إليها. وتعجبنا فكرة أن من الممكن أن نتخلص إلى الأبد من معاناتنا كلها. وتعجبنا فكرة أننا قادرون على الإحساس بالإشباع والرضا الدائمين في حياتنا. لكننا لا تستطيع هذا!

اختر ما تكافح من أجله..

اذا سألتك: ما الذي تريده من حياتك؟ فأجبتني بشيء من قبيل: أريد أن أكون سعيداً وأن تكون لي أسرة ممتازة وعمل أحبه»، فإن إجابتك إجابة متوقعة إلى حد يجعلها لا تعني أي شيء في واقع الأمر. يستمتع كل امرئ بأن يشعر شعوراً حسناً. ويريد الجميع حياة  سعيدة سهلة خالية من الهموم، يريد الجميع عيش وبناء علاقات رائعة؛ ويريد كل منا أن يكون حسن المظهر، وأن يجني مالاً كثيراً، وأن يتمتع بشعبية واحترام وإعجاب، وأن يكون ماهراً في لعب الكرة إلى درجة تجعل الناس يشهقون عندما يدخلون مكاناً فيرونه فيه.

الجميع يريد هذا،  من السهل أن يريد المرء هذا.، فإن الحل كامن في قبول تلك التجربة السلبية والتعامل معها تعاملاً إيجابياً وليس محاولة تجنبها أو تفاديها... ليس البحث عن خلاص سحري منها.

يرغب الناس في أجساد رائعة مدهشة. لكن جسدك لن يكون هكذا إلا إذا قبلت الألم والإجهاد الجسدي اللذين يرافقان العيش داخل صالة التمرينات الرياضية ساعة بعد ساعة ... إلا إذا كنت تفضل حساب وضبط كمية ونوعية الطعام الذي تأكله وقضاء حياتك كلها تتناول وجبات صغيرة الحجم.

يرغب الناس في إقامة مشاريعهم الخاصة بهم. لكنك لن تكون رائد أعمال ناجحا إلا إذا عثرت على طريقة تجعلك تتقبل المخاطرة وحالات الفشل المتكررة .

إن ما يقرر نجاحك ليس ما تريد أن تستمتع به؟، بل إن السؤال الصحيح هو: ما الألم الذي أنت راغب في تحمله أو قادر على تحمله؟ إن الطريق إلى السعادة درب مفروشة بالأشواك والخيبات. عليك أن تختار شيئاً ! لا يمكنك أن تحظى بحياة لا ألم فيها. لا يمكن أن تكون الحياة كلها مفروشة بالورود طيلة الوقت السعادة هي السؤال السهل. وتكاد الإجابة على هذا السؤال تكون متماثلة عندنا جميعا. لقد أردت النتيجة، ولم أرد الصراع من أجلها. أردت النتيجة، ولم أرد العملية المفضية إليها. لم أكن واقعاً في حب الكفاح من أجل تلك الغاية، بل كنت أحب النصر فقط. لا تسير الحياة على هذه الشاكلة.

تتحدد الإجابة على السؤال من أنت؟ بما أنت مستعد للصراع من أجله.

أبسط مكونات الحياة وأكثرها أساسية: صراعاتنا تحدد نجاحاتنا، ومشاكلنا تلد سعادتنا، وإلى جانبها تلد أيضاً مشكلات أفضل قليلاً.

أرأيتم الآن؟ إنه مسار حلزوني صاعد لا ينتهي. وإذا ظننت في أي نقطة من ذلك المسار أن في وسعك أن تتوقف عن تسلقه، أقول: أن المتعة الحقيقية كامنة في التسلق نفسه.

 

الملخص بقلم المدربة الدولية المعتمدة سعاد حجازي

 

Add your comments

Enter Letters as shown in above.
no difference between small and capital letters.

Subscribe Our Newsletter

Keep up-to-date with the latest news, Courses and updates by subscribing to our newsletter.

Verify Your Certified

×

Verify Your Certified Trainer

×