Articles

Don't Try - Chapter 1- from the book of The Art Of Indefference

 Don't Try - Chapter 1- from the book of The Art Of Indefference

كثيرا ما يأتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معا. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهما شيء واحد.
تركز ثقافتنا اليوم تركيزا مفرطًا يكاد يكون حصريا على التوقعات والآمال الإيجابية إلى حد غير
واقعي: كن أكثر سعادة. كن أكثر صحة. كن الأفضل. كن أحسن من الآخرين كن أكثر ذكاء، وأكثر
سرعة، وأكثر ثراء، وأكثر إغراء، وأكثر شعبية، وأكثر إنتاجية، وأكثر استقطابا لحسد الناس، وأكثر
استقطابا لإعجابهم. كن كاملا مدهشا وتبرز سبيكة ذهبية من عيار أربعة وعشرين قيراط ا قبل إفطارك كل يوم وانت تمنح زوجتك الجميلة وأطفالك قبلة الصباح. ثم انطلق بطائرتك الهليكوبتر
الخاصة إلى عملك الرائع الذي يرضي طموحك حيث تمضي أيامك. في أداء مهام كبيرة المغزى إلى
حد لا يصدق، أعمال من المحتمل أن تنقذ هذا الكوكب ذات يوم !
لكنك إذا توقفت وفكرت في الأمر مليا ستجد أن النصائح التقليدية. للحياة كل تلك الأشياء الإيجابية
الفرحة المصممة للمساعدة الذاتية التي نسمعها طيلة الوقت هي في واقع الأمر نصائح تركز على ما
أنت مفتقر إليه. إنها موجهة توجيها دقيقا مثل شعاع من الليزر إلى ما تراه. نقائصك الشخصية
ومواضع فشلك وهي تشدد عليها حتى تراها جيدا. أنت تتعلم أشياء عن أفضل الطرق لكسب المال
لأنك تحس أن المال الذي تجنيه ليس كافيا.ً وأنت تقف أمام المرأة وتكرر عبارات تؤكد بها لنفسك
على أنك شخص جميل لأنك تحس كما لو أنكلست جميلاً حقا.
وأنت تتبع النصائح المتعلقة بالعلاقات والمواعدة لأنك تحس نفسك شخصا لا يمكن أن يحبه أحدًا
على نحو طبيعي. وأنت تجرب تمرينات تتصور نفسك من خلالها شخصا أكثر نجاحًا لأنك لا ترى
نفسك ناجحا بما فيه الكفاية.
لا يجد رجل واثق من نفسه حاجة إلى البرهنة أنه واثق من نفسه ولا تجد امرأة ثرية حاجة إلى إقناع
أي كان بأنها ثرية. إما أن تكون شيئًا، أو لا تكونه.

وإذا كنت تحلم بشيء ما، طيلة الوقت، فأنت تعزز الواقع نفسه مرة بعد مرة: أنك لست كذلك.
يوضح هذا المثال الأمر الدقيق الأول في مسألة عدم الاهتمام الزائد عندما نقول: اللعنة على هذا
انتبهوا... إن ذلك الشخص لا يهمه شيء فإننا لا نريد القول إنه غير مكترث بأي شيء على العكس
تماما نعني بهذا أن الشخص الذي نتحدث عنه لا يبالي بالمشاق والمواجهة عندما تعترض سبيله إلى
أهدافه وهو لا يبالي بإزعاج بعض الناس إذا كان يشعر بأن ما يفعله محق أو هام أو نبيل.
لست أقصد الشخص الذي كنت أتحدث عنه بل أقصد التغلب على الصعاب، وأقصد استعداد المرء
لأن يكون مختلفا، لأن يكون منبوذا طريدًا من أجل قيمه هو . إنه الاستعداد للوقوف أمام الفشل وجها
لوجه، والاستعداد لتحدي ذلك الفشل. إنني أتحدث هنا عن الناس الذين لا يبالون بالمشاق أو بالفشل أو
بإحراج أنفسهم مرات.
الناس الذين يكتفون بالضحك ثم يفعلون ما تمليه عليهم قناعتهم يفعلون هذا المعرفتهم أنه الشيء
الصحيح، يعرفون أنه أكثر أهمية منهم هم أنفسهم، وأكثر أهمية من مشاعرهم ومن كبريائهم ومن
اعتزازهم بأنفسهم.
إنهم يقولون: إلى الجحيم ، لكنهم لا يقولونها لكل شيء في الحياة، بل لكل شيء يزعجهم، أو لا أهمية
له في الحياة. إنهم يحتفظون باهتمامهم للأشياء التي لها أهمية فعلا للأصدقاء العائلة. للهدف لأي
شيء يحبونه وكذلك لدعوى قضائية عارضة، مرة أومرتين
ويسبب هذا بسبب أنهم يحتفظون باهتمامهم للأشياء الكبيرة فقط للأشياء التي لها أهمية، فإن الناس
يبدون اهتماما بهم في المقابل. إنها حقيقة أخرى من حقائق الحياة، لا يمكنك أن تكون شخصا هاما،
ومصدر إحراج » نكتة « شخصا يغيّر الوجود بالنسبة لبعض الأشخاص من غير أن تكون أيضًا
قلة الصعاب. الصعاب « لبعض الأشخاص الآخرين. لا يمكنك ذلك! هذا لأنه لا وجود لشيء اسمه
موجودة دائما. هنالك قول قديم مفاده أنك لا تستطيع الهروب من نفسك فأنت موجود حيثما ذهبت.
حتى لا تهمك الصعاب، لا بد لك أولا من الاهتمام بشيء أكثر أهمية منها .
تخيل أنك في أحد المتاجر، وأنك ترى سيدة متقدمة في السن تصرخ على موظف المحاسبة وتوبخه
لأنه لم يقبل كوبون شراء قيمته ثلاثون ستا. لماذا تهتم هذه السيدة بالأمر؟ إنها ثلاثون سنتا فحسب !
سوف أخبركم عن السبب لعل تلك السيدة ليس لديها شيء تمضي فيه أيامها أفضل من الجلوس في
بيتها وقص هذه الكوبونات إنها وحيدة، متقدمة في السن ،أولادها لا يزورونها أبدا، ولعلها لا تستطيع
أن تتحرك من غير أن يصيبها ألم شديد في أسفل ظهرها ،راتبها التقاعدي منخفض جدا ومن
المحتمل أن تموت .
ولهذا فإن نقص هذه الكوبونات حيث تجد هذا كل ما لديها . إنها وحيدة مع كوبوناتها تلك. فهذا كل ما
يمكنها الاهتمام به لأن لا شيء آخر لديها يشغل اهتمامها. وهكذا، عندما يرفض موظف المحاسبة ذو
السبعة عشر عاما، أن يقبل كوبونا منها، فمن المؤكد أن هذه العجوز ستنفجر غاضبة في وجهه.
سوف تمطره بما تجمع لديها من خيبات خلال فترة إهمالها، وستنهال عليه عواصف من كلمات نارية
كان الناس يظهرون مزيدا من الاحترام. « و... » من قبيل: في أيام شبابي
إذا وجدت نفسك، على نحو متكرر كثيرا، تمنح اهتماما أكثر مما يجب لأشياء ثانوية تسبب لك
الانزعاج )صورة صديقتك الجديدة على فيسبوك؛ وكم تضعف البطاريات الصغيرة سريعا في جهاز
تحكم التلفزيون؛ وتضييع فرصة جديدة لشراء عبوتين من معقم الأيدي بثمن عبوة واحدة(، فإن من
المحتمل كثير أنك تعيش حياة فقيرة ليس فيها ما يستحق اهتمامًا حقيقيًا. هذه هي مشكلتك الحقيقية. إن
مشكلتك الحقيقية ليست في الصورة، ولا في معقم الأيدي، ولا في بطاريات جهاز التحكم عن بعد.
المشكلة مع الأشخاص الذين يبالون بأشياء متعددة أكثر مما يجب هي أنه ليس لديهم شيء أكثر جدارة
وقيمة يكرسون اهتمامهم له .
البعض يظن أن مشاكل الحياة ليست في الحقيقة إلا آثارا جانبية لعدم وجود أشياء أكثر أهمية يمكن
للإنسان أن يقلق بشأنها.
ينتج عن هذا أن عثورك على شيء هام له معنى حقيقي في حياتك. قد يكون أفضل طريقة لاستخدام
وقتك وطاقتك. وهذا لأنك إذا لم تجد ذلك الشيء الذي له معنى حقا، فإن اهتمامك سوف يتجه إلى
أشياء لا معنى لها وإلى قضايا تافهة. الأمر الدقيق سواء أدركت هذا أو لم تدركه، فإنك تختار دائما ما
تمنحه اهتماما.
لا يولد الناس بحيث لا يهتمون بشيء. والواقع أننا مخلوقون على نحو يجعلنا نولي اهتماما لأشياء
أكثر مما يجب بكثير.
عندما نكون صغارًا في السن، يكون كل شيء جديدا مثيرا ويبدو كل شيء كبير الأهمية إلى أقصى
حد. ومن هنا، فإننا نهتم كثيرًا جدًا بأشياء كثيرة جدا. نبدي اهتماما بكل شيء، وبكل شخص... نبدي
اهتماما بما يقوله الناس عنا، وبما إذا كان ذلك الولد الظريف، أو البنت الظريفة، قد اتصل بنا هاتفيًا
أم لم يتصل؛ وكذلك بما إذا كانت جواربنا متناسبة مع ملابسنا أم غير متناسبة، ونهتم كثيرًا أيضًا
بلون البالونات في أعياد ميلادنا.
ومع تقدمنا في السن واستفادتنا من تراكم خبراتنا ورؤيتنا أن زمنا كثيرا قد ضاع منا تبدأ ملاحظة أن
القسم الأكبر من تلك الأشياء ليس له أثر حقيقي دائم على حياتنا. لم يعد الناس الذين كنا نهتم اهتماما
كثيرا بآرائهم موجودين في حياتنا الآن، كما يتضح لنا أن حالات الرفض التي واجهتنا وكانت مؤلمة
لنا في وقتها، قد أدت إلى نتائج جيدة، وندرك أيضًا كم هو قليل انتباه الناس إلى تفاصيلنا السطحية
الخارجية فتميل إلى عدم إشغال بالنا كثيرا بهم وبآرائهم.
ومن حيث الأساس، نصير أكثر انتقائية في ما يتعلق بالأشياء التي نحن على استعداد لإيلائها اهتمامًا.
النضج. وهو شيء لطيف عليك أن تجربه في وقت ما. النضج هو ما يحدث « هذا هو ما ندعوه ب
عندما يتعلم المرء ألا يهتم إلا بما يستحق اهتمامه .
ثم يبدأ شيء آخر بالتغير مع مزيد من تقدمنا في السن ومع بلوغنا أواسط العمر ينخفض مستوى
الطاقة لدينا. وتتصلب شخصيتنا. نعرف من نحن، ونقبل أنفسنا، بما في ذلك تلك الأجزاء والعناصر
التي لسنا مسرورين بها في حقيقة الأمر
وعلى نحو غريب يكون هذا نوعا من التحرر بالنسبة إلينا. لا تعود في حاجة إلى الاهتمام بكل شيء.
الحياة هي الحياة، فحسب ونحن تقبلها بحلوها ومرها. يدرك الواحد منا أنه لن يتوصل إلى اكتشاف
علاج لمرض السرطان، وأنه لن يسافر إلى القمر. وهذا أمر حسن الحياة تسير. ونحن نصير أكثر
ميلاً إلى القبول بقدرتنا المتناقصة على الاهتمام بالأشياء وإلى توفيرها من أجل تلك الجوانب في
حياتنا التي تستحق اهتمامنا فعلا عائلاتنا وأصدقاؤنا المقربون، وشركاؤنا في نشاطاتنا المحبة
والمدهش هنا أن هذا كاف تماما! إن هذا التبسيط للأمور يجعلنا سعداء حقا، سعداء.
يهدف هذا الكتاب إلى أن يجعلك تفكر قليلا بمزيد من الوضوح في الأشياء التي تختار أن تعتبرها
هامة في الحياة وفي الأشياء التي تختار أن تعتبرها غير ذات أهمية.
أظن أننا نواجه اليوم نوعا من وباء نفسي خلاصته أن الناس ما عادوا يدركون أن ما من مشكلة في
أن تسوء الأمور أحيانا. أعرف أن هذا يبدو كسلا من الناحية الذهنية، لكنه يبدو هكذا في الظاهر
فحسب، وأنا أؤكد لكم أن هذه مسألة حياة أو موت.
وذلك لأننا عندما نرى أن ليس من المقبول أبدا أن تسوء بعض الأمور أحيانًا، فإننا نبدأ، على نحو
غير واع، بإلقاء اللوم على أنفسنا، نبدأ الإحساس بأن فينا شيئا مغلوطًا على نحو عميق. وهذا ما يدفع
بنا إلى مختلف أنواع المبالغة في التعويض عن ذلك الخلل الذي نتصوره..... تعويض من قبيل شراء
أربعين زوجا من الأحذية، أو المبالغة في التهام الأدوية التي تحمي المعدة.
إن فكرة عدم المبالغة في الاهتمام بأشياء كثيرة، ليست إلا طريقة بسيطة في إعادة توجيه آمالنا
وتوقعاتنا في الحياة وتحديد ما هو هام وما هو غير هام.
.» الاستنارة العملية « أو ،» الإشراق « يقودنا تطوير هذه القدرة لدينا إلى شيء أحب اعتباره نوعا من
والاستنارة العملية نوعا من الإحساس بالراحة تجاه فكرة أن هنالك دائما قدرًا من المعاناة لا يمكن
تجنبه، وأن الحياة مكونة بصرف النظر عما يمكن أن نفعله( من فشل ومن خسارة و من ندم، ومن
موت أيضًا. عندما تكف عن الانزعاج من مختلف أنواع المساوئ التي ترميك الحياة بها سوف
ترميك بها دائما، فإنك تصير شخصا منيعا تجاهها من غير أن تبذل في ذلك جهدًا كبيرًا. ففي نهاية
المطاف، تظل الطريقة الوحيدة للتغلب على الألم هي أن تتعلم أولا كيف تتحمل ذلك الألم.
لا ينصب اهتمام هذا الكتاب أبدًا على تخليصك من مشاكلك أو آلامك. وهذا بالضبط ما سوف يجعلك
تدرك أنه صادق معك. ليس هذا الكتاب دليلًا يوجه خطاك إلى العظمة، يريد هذا الكتاب أن يحوّل
ألمك إلى أداة في يدك.


الكاتب مارك مانسون
ترجمة الحارث النبهان


الملخص بقلم المدربة المعتمدة سعاد أحمد حجازي
 

Add your comments

Enter Letters as shown in above.
no difference between small and capital letters.

Subscribe Our Newsletter

Keep up-to-date with the latest news, Courses and updates by subscribing to our newsletter.

Verify Your Certified

×

Verify Your Certified Trainer

×