قطرة الماء جزء من المحيط؛ وما المحيط إذاً؟

ـ ما هو إلّا جزئيات الماء تلك.. وماذا عنك و عني و عن كلّ شخص على أرضِ هذا الكوكب؟!

فما نحنُ إلّا جزء من هذا العالم؛ و ما العالم إلّا نحن..

فلنستفق إذاً من وهم الانفصال؛ فلنعي حقيقتنا ووحدتنا منذ الأزل.. و يبق. السؤال الأهمّ.. هل هناك ما يستحق هذا الصراع؟

فإنْ تقدَّم أحدٌ عليك ببضعِ خطوات أو آلاف الأميال؛ فهذا لا يعني البّتة أنّه أفضل منك أو الله يحبه أكثر منك فوفقه وسدّدَ خُطاه؛ و لم يوفقك أنت..

" الله محبّة " يحبّ الجميع دون استثناء ولكنْ الأقرب لطريق هداه هم المتّقون وما هي التّقوى؟

أنْ تتقي الله في ما نقول و نفعّل و ما نخفي و نضمر و ما نبيت من نوايا و ما في دواخلنا من ظنون...
أنْ نحسن الظّن و نتوقع الخير؛ و هل اله الخير يأتي إلّا بالخير ؛ حاشى و كلّا.. إذاً! من أين تلك الشرور؟
من أنفسنا... وكم تملك هذه النفّس عزةً و كبرياء أن تعترف بذلك وكأين صُوّر لها واهمةً أنّّ حكم الاعدام أصعب من قول الحقيقة ... الحقيقة المُطلقة بأن" الله واحد؛ والكون واحد؛ والحياة واحدة؛ ونحن كذلك واحد"

لا تفرقة بيننا لا بالعرق و لا اللون و لا الجنسية أو المذهب أو الدين أو الطائفة ... الفيصل هنا مقدار عمل كلّ منّا على تزكية روحه و تطهير نغسه و الارتقاء بها للتّقوى الحقة الّتى يرضاها الله لنا فيرضينا..

المحبة لكلّ مخلوقات الله على أرضه... الخير للغير كما الخير للنّفس أو لم يخبرنا الله " ألا يؤمن احدكم حتّى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه "؟؛
أهُناك وضوح اكثر؟
أهناك شمس مُشرقة في مكان آخر؟
أما آن لكَ أنْ تُشرق أيضاً؟
تُشرق بروحك و قلبك!
تتزكّى نفّسك و تترفّع!

 الحكاية كلها تقبع هناك... لا تذهب بعيداً... الحقيقة في داخلك و تنتظرك.
إنّها لا تمل و لا تكل فهي هُناك لحين يقظتك.

بقلم المدربة الدولية المعتمدة سارا الخطيب