مرحبا بكم في أكاديمية تطوير التدريب والتعليم البريطانية
في عصر السرعة والضوضاء،
حيث تتزاحم المعلومات وتتلاحق الأحداث،
وتتصارع المهام والمسؤوليات،
يئن العقل،
ويشتاق إلى لحظات من الهدوء والسكينة،
يتنفس فيها الصعداء، ويستعيد توازنه،
ويُعيد ترتيب أفكاره.
إنّ حاجة العقل إلى لحظات التفكير الهادئ، ليست مجرد رفاهية،
بل هي ضرورة حتمية، وأساسٌ لصحة العقل، وسلامة الروح، وقدرة الإنسان على الإبداع والابتكار.
إنّ العقل، كالجسد، يحتاج إلى الراحة والاسترخاء، وإلى الابتعاد عن الضغوط والمنبهات، لكي يتمكن من أداء وظائفه بشكل سليم.
وكما قال دوستويفسكي شاكياً : "أنا بحاجة الى الهدوء وإنني مستعد لأن أبيع الكون كله بقرش واحد ، شريطة أن أُترك وشأني هادئاً مطمئناً."
وإنّ لحظات التفكير الهادئ، تُتيحُ للعقل فرصةً للتخلص من السموم العقلية، وتنقية الذاكرة، وتجديد الطاقة، وتعزيز التركيز.
في هذه اللحظات، يمكن للعقل أن يتأمل في التجارب، ويستخلص العبر، ويتعلم من الأخطاء، ويُعيد تقييم الأولويات، ويُحدد الأهداف.
كما يمكنه أيضاً أن يُطلق العنان للإبداع، وأن يُنتج أفكاراً جديدة، وحلولاً مبتكرة، ورؤى مستقبلية.
إنّ لحظات التفكير الهادئ، تُساعدُ على تحسين الصحة النفسية، وتقليل التوتر والقلق والاكتئاب.
إنها تُعزز الثقة بالنفس، وتُزيد من الشعور بالرضا والسعادة، وتُحسن العلاقات الاجتماعية.
إنّ تخصيص وقت للتفكير الهادئ، ليس بالأمر الصعب، بل هو يتطلبُ فقط بعض التنظيم، والالتزام، والوعي بأهمية هذه اللحظات.
حيث يمكننا أن نُخصص بضع دقائق يومياً للجلوس في مكان هادئ، والتنفس بعمق، والتأمل في الطبيعة، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو قراءة الكتب الملهمة.
ويمكننا أيضاً أن نُمارس بعض الأنشطة التي تُساعد على تهدئة العقل، مثل اليوجا، والتأمل، والمشي في الطبيعة، والرسم، والكتابة، والطهي، وغيرها من الأنشطة التي تُشعرنا بالراحة والاسترخاء.
ويجب علينا أن نتعلم كيف نُقلل من تعرضنا للمنبهات الخارجية، مثل التلفزيون، والإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تُشتتُ انتباهنا، وتُعيقُ قدرتنا على التركيز والتفكير.
وفي الختام، إنّ حاجة العقل إلى لحظات التفكير الهادئ، هي حاجةٌ أساسيةٌ، يجب علينا أن نلبيها، وأن نُوليها الاهتمام الذي تستحقه.
فلنجعل من لحظات التفكير الهادئ جزءاً من روتيننا اليومي، ولنستثمر فيها بشكل صحيح، لننعم بعقلٍ سليمٍ، وروحٍ مطمئنةٍ، وحياةٍ سعيدةٍ.
ولنتذكر دائماً أنّ العقل الهادئ هو مفتاح الإبداع، والنجاح، والسعادة..
بقلم المدربة الدولية المعتمدة بدور طيارة.
لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.
أضف تعليقك