يعدُّ هذا المقال استئنافاً للمقالِ الأول (السابق) الذي تحدثنا فيه عن الانطباع الأوَّلي عند المُدرِّسين مفهومه العام إضافةً إلى الآلية الغريزية التي يستند إليها الطلبة في تحديد الشعور العاطفي أو الموقف الأوّل أو الانطباع الأول عن المدرس في أوّل لقاء لهُ معهم. واختتمناهُ بالحديث عن قانون التركيز العاطفي الصفي جملةً وتفصيلاً. أمَّا الآن سنقف عند القضية الجوهرية الأولى من قضايا الانطباع الأوَّل عند المدرسين، وهي: الابتسامة.

- يقول الأستاذان: الدكتور آن ديماري والدكتور فاليري وايت في كتابهما الانطباعات الأولى: إنَّ الابتسامة تُشعرُ من حولك بوعي وبغير وعي أنك تعتبرهم أشخاصاً جذابين.
فاعلمْ صديقي المُدرِّس إنَّ الابتسامة هي الحجر الأساس لك في اللقاء الأوّل، وهي المُستقطبُ الأوّل للطلبة، والمُخاطبُ الأوّل للعقولِ اللاوعيةِ لديهم. فاجعل لقاءكَ الأول على اقترانٍ بالابتسامة. فقد جاء في كتاب كيف تؤثر على الآخرين تكتسب الأصدقاء لديل كارنيجي، "الابتسامة لا تُكلِّف شيئًا ولكنها تخلقِ الكثير". ويقول ديل كارنيجي في موضع آخر في كتابهِ:

- "الابتسامة تحدث في لمح البصر لكنها تدوم للأبد".

- "الابتسامة هي الابتسامة الحقيقية، الدافئة الصادرة من القلب، ابتسامة من العمق".

وكنْ على دراية صديقي المُدرِّس أنَّ الابتسامة هي لغة التواصل الأولى مع الطلبة، فعند ابتسامك ابتسامةً صادقةً لا متكلّفة في لقائكَ الأوَّل، سوف ترسل رسالة إلى أذهان الطلبة مفادها:
- أنَّ الجوّ الذي سيسود الغرفة الصفية بعد لحظات، هو جوّ هادئ ومستقرّ. (الأمان العاطفي الصفي)
- أنك إنسان مُنفتح مُتقبّل لهم، وعلى استعداد للكلام والتواصل معهم بكل أريحية. (المرونة التعاملية)
- سَتجعل ابتسامتكَ الطلبةَ يشعرون تُجاهَ أنفسهم بمشاعر طيبة ( تشغيل محركات الاعتزاز والفخر في نفوس الطلبة)
- ستنشر ابتسامتك في أذهان الطلبة ترددات عالية توحي بمقدار ثقتك بذاتك.  (انعكاس كارزمي)
- تساهم ابتسامتك الصادقة بزرع بذور المحبة عند الطلبة تُجاهك. (أداة لفت انتباه واستقطاب)
لا تستهنْ بقدرة ابتسامتك في صناعة صورتك الأولى، فإنَّها المفتاح الجوهري في اللقاء الأوَّل.

بقلم: المدرب الدولي المعتمد سلمان علوش.