مرحبا بكم في أكاديمية تطوير التدريب والتعليم البريطانية
كل شخص يستطيع تحقيق النّجاح الذي يريد لو استعان بالتوجيه الدّاخلي العميق و لو استخدم قواه الحقيقية التي
أعطاها له الخالق ، و إن تعلم الأساسيات هو مفاح النّجاح .
قاعدة النّجاح الأساسيّة هي الاستمرار و النّمو ، و هنا نحتاج لتغيي ر بعض العادات .
العادات هي سلوكيات دائمة تحتاج إلى التّغيير الجذري و هي أيضا نقطة التقاء المهارة و المعرفة و الرّغبة .
سنتناول العادات السبع للناس الأكثر فعالية لستيفن كوفي
العادة الأولى هي المبادرة ، كن مبادر
كلمة مبادرة تعني أكثر من مجرّد أخذ خطوة للأمام إنها تعني أننا كبشر مسؤولون عن حياتنا تعني أن سلوكنا هو
نتاج قراراتنا .
ثلاث قرارات تسيطر على مصيرك :
١ - قراراتك حول ما ستركز عليه .
٢ - قراراتك حول معنى الأشياء بالنسبة لك .
٣ - قراراتك حول ما الذي ستفعله لتحقّق النّتائج التي تتوخّاها .
الأشخاص المبادرون يخلقون الطقس الملائم لهم فلا يعنيهم هطول المطر أو إشراق الشّمس طالما أن ما يحكمهم
هو القيم ، قيم هادفة وليدة تفكير عميق و اختيار دقيق ، أما الأشخاص الانفعاليون فهم يتركون المشاعر و
الظروف و المؤثرات الخارجية تتحكم بهم و لكن ما يتحكّم بالأشخاص المبادرين هو القيم .
يقول ستيفن كوفي : لقد تغيّرت كل حياتي في يوم واحد فقط ، اليوم الذي قرّرت فيه لا ما أحب أن أكون عليه في
حياتي أو ما أريد أن أكونه في المستقبل بل حين قررت من و بماذا ألتزم بأن أمتلكه و أكونه في حياتي و هذا فرق
بسيط و لكنّه حاسم .
العادة الثانية هي ابدأ و الغاية في ذهنك
يذكرنا هذا بالوضوح أو الهدف الواضح ، أي شيء تبدأه اجعل نهايته في ذهنك ، يعني التخطيط المسبق و وضع
صورة ذهنية للهدف واضحة ، لا تبدأ يومك ألا و أنت تعرف كيف ستكون نهايته ، لا تبدأ أسبوع إلا و أنت
تعرف كيف ستكون نهايته ، لا تبدأ مشروع إلا و أنت تعرف نتيجته ، أن تضع خطة على الورق ماذا ستفعل ،
فالنّاجحين و أصحاب الإنتاجية العالية يوجد نهاية في أذهانهم لتلك الأهداف .
من قصص النجاح الملهمة في العالم الدكتور ابراهيم الفقي الذي يعتبر من أبرز المختصين بالتنمية البشرية في
العالم كان يحلم منذ الطفولة بأنه سيكون شخصية مهمة و مدير عام لأحد الفنادق الكبيرة و هذا ما نسميه بالصورة
الذهنية سخروا منه و تعرّض للكثير من الصّعوبات ، حياته لم تكن سهلة و تدرج بالعمل من غسل الصّ حون في
أحد الفنادق في كندا إلى مدير إدارة مجموعة فنادق كبيرة في العالم ، و له مجموعة كتب مهمة و أساليبه تدرس
في أرقى الشركات في العالم .
العادة الثالثة هي ابدأ بالأهم قبل المهم ( إدارة الأولويات)>
معظم الأشخاص لديهم غايات و أهداف مختلفة و لكن ترتيب هذه الأهداف الأولى و الأهم أولاً .
ماهي الأمور التي تحتاج لتركيز الآن ؟
ما هي الأمور التي من الممكن أن أقوم بتأجيلها ؟
إدارة الأولويات و ترتيبها لو فرضنا شخص لديه امتحان بعد أسبوع و في نفس الوقت عنده مجموعة من
الالتزامات و الواجبات فالأولى عليه الآن أن يركز على الهدف الذي بين يديه و هو التحضير للمادة التي عنده
امتحان فيها الآن فهي الهدف الأهم الآن ، و أن ينظر للحياة بنظرة شمولية فهو يستطيع موازنة باقي الأهداف في
وقت لاحق .
يقول جوته الأشياء المهمة ينبغي ألا تخضع لرغبة الأشياء الأقل أهمية .
العادة الثالثة هي تحقيق للعادتين الأولى و الثانية و تحويلهما إلى واقع ، كما أنها النتيجة الطبيعية لهما و هي
تدريب على الإرادة المستقلة حتى تصبح متمركزة حول مبدأ و هي تمارس يوم بيوم و لحظة بلحظة .
العادات الثلاث الأولى تعبر عن النصر الشخصي و العادات الثلاث التالية تعبر عن النصر العام مع الآخرين ، و
العادة السابعة هي تجديد لكل العادات الستة السابقة .
بينما ننمو و ننضج يزداد إدراكنا أن الطبيعة تتطلب مبدأ الاعتماد بالتبادل .
الاعتماد على الآخرين هو تصور ذهني مفاده( أنتَ )
أنت تعتني بي و تقف إلى جانبي و إذا لم تفعل ذلك سألقي اللوم عليك إذا أصابني خطب ما .
الاعتماد على الذات هو تصور ذهني مفاده( أنا )
أنا يمكنني القيام بهذا الأمر و أنا المسؤول و أنا أعتمد على نفسي و أنا من يملك حق الاختيار .
أما الاعتماد بالتبادل هو تصور ذهني مفاده (نحنُ)
نحن يمكننا القيام بهذا الأمر و نحن يمكننا أن نتعاون و نحن يمكننا مزج مهاراتنا و قدراتنا لنصنع شيئا عظيما لنا
جميعا.ً
بينما يعزز الاعتماد على الذات قوتنا التي تعزز فاعليتنا بدلاً من أن ندع الآخرين يتصرفون بدلاً عنا ، كما أنه
يحررنا من الاعتماد على الآخرين و على الظروف و هو هدف تحرري قيم في ذاته و لكن في الوقت نفسه لا يعد
الهدف الأسمى للحياة الفعّالة .
الأشخاص المستقلون ممن لا يمتلكون القدرة على التفكير أو العمل مع الآخرين ربما يكونون أفراد منتجين و
لكنهم لا يستطيعوا أن يكونوا قادة جيدين أو يعملون مع فريق ، فهم لا يعتنقون التصور الذهني الضروري في
الزواج أو العائلة أو الواقع المؤسسي .
العادة الرابعة هي تفكير المكسب
مكسب تفكير المكسب مكسب أي أنا أكسب و أنت تكسب و أيضا الصّالح العام يكسب ، يعني أعمل شيء مفيد و مهم للجميع و يحقق منفعة للجميع ، و ليس أن نكسب و يخسر الصّالح العام .
إنّ القبول بأي شيء أقل من المكسب مكسب في واقع الاعتماد بالتبادل هو خيار ضعيف سيؤثّر سلبا على العلاقات بعيدة الأجل .
و يقدّم لك المكسب مكسب أو ...لا اتفاق حرية هائلة في المشاعر فيما يتعلّق بالعلاقات الأسريّة فإذا فشل جميع أفراد الأسرة في الاتفاق على مشاهدة فيلم فيديو يُسعِد الجميع يمكنك أن تقرّر ببساطة القيام بشيء آخر ) لا اتفاق
( بدلاً من استمتاع البعض بالأمسية على حساب البعض الآخر و هذا مثال .
و يعد هذا المبدأ هو الأكثر واقية عند بدء علاقة عمل أو الدخول في عمل جديد ، و ربما يشمل لا اتفاق حلاً ناجحا في علاقات العمل المستمرة التي قد تسبب في مشاكل لا سيما في الشركات العائلية أو الشركات التي يكون أساسها الصداقة .
و طبعا يوجد بعض العلاقات لا يصلح معها لا اتفاق فمثلاً لن أهجر زوجتي أو طفلي و أتجه إلى لا اتفاق فسيكون من الأفضل التوصل إلى تسوية ، شكل أدنى من المكسب مكسب .
العادة الخامسة هي حاول أن تَفهم لتُفهَ م
اسعَ من أجل الفهم أوّلاً ثم اسع من أجل أن يفهمك الآخرون .
يقول ستيفن كوفي لو أنني سألخص في جملة واحدة أهم مبدأ تعلّمته في مجال العلاقات بين النّاس لقلت حاول أن
تفهم أولاً ثم حاول أن تكون مفهوما و هذا المبدأ هو مفتاح التواصل الفعّال بين الناس .
المفتاح الحقيقي للتأثير علي هو سلوكك الحقيقي و أن تكون مثالاً هو أمر ينشأ طبيعيا من شخصيتك أو من
طبيعتك الحقيقية لا ما يقوله الآخرون عنك فهو واضح من خلال تجربتي معك ، و شخصيتك في حالة مستمرة
من الإشعاع و التواصل و من خلالها و على المدى البعيد ستتولد بداخلي الثقة فيك و في جهودك أو تنعدم هذه
الثقة .
و ربما تخبرني أنك مهتم لأمري و و تقدرني و أنا أود تصديقك و لكن كيف تقدرني و أنت لا تفهمني حتى فكل ما
تقدمه لي هو كلمات و أنا ليس بمقدوري الوثوق بهذه الكلمات .
إذا أردت أن تكون فعالاً في عادة التواصل بين الناس لن تكفي التقنية بمفردها بل لا بد أن تبني مهارات الانصات وفقاً للتقمص العاطفي على أساس الشخصية التي تحث على الانفتاح و الثقة و لا بد أن تبني رصيداً في بنك المشاعر لأنه يخلق نوع من التجارة بين القلوب .
نحن نسعى كي يفهمنا الآخرون أولاً في العادة بينما مقولة حاول أن تَفهم تنطوي على تغيير عميق في التصور الذهني ، فمعظم الناس لا ينصطون بنية الفهم بل بنية الرد و هم إما يتحدثون أو يعدّون أنفسهم للرد و من ثم فهم ينتقون كل ما يستمعون إليه من خلال تصوراتهم الذهنية و يقرؤون سيرهم الذاتية في حياة الناس .
أنا أعرف شعورك جيداً ...
لقد مررت بنفس التجربة من قبل ...
دعني أقص عليك تجربتي ...
و إذا كان لديهم مشكلة مع شخص ما ابن أو ابنة أو زوج أو موظف يكون توجههم هذا الشخص ، هذا الشخص لا
يفهمني
إذاً علينا الانصات بنية الفهم و هو تصور ذهني مختلف تماما و الانصات إلى الآخرين بتقمص عاطفي يكون
بمثابة منحهم الهواء النفسي ، و بعد استيفاء هذه الحاجة الحيوية يمكنك التركيز على التأثير و حل المشاكل و
تؤثر الحاجة إلى الهواء النفسي على التواصل في جميع دروب الحياة .
يعتبر البقاء على قيد الحياة أكبر حاجة للجنس البشري و يأتي بعدها البقاء النفسي أن تكون مقبولاًو مفهوما و
مقدراً .
كي تكون مؤثِّراً ينبغي أن تتأثّر .
العادة السادسة هي التكاتف
يعني التكاتف أن الكل أعظم من مجموع الأجزاء ، و يعد أيضا الإبداع الجزء الأكثر إثارة لمشاعر الرعب و
الخوف لأنك لا تعلم تحديداً ماذا سيحدث أو إلى أين سيقودك كما أنك لاتعلم ماهي المخاطرة الجديدة و التحديات
التي تصادفك ، فيتطلب منك الأمر قدراً هائلاً من الأمن الداخلي لتبدأ في إطلاق العنان لروح المغامرة و روح
الاستكشاف و روح الابداع الخلاق ، و بدون شك عليك مغادرة منطقة الراحة في قاعدة المعسكر و مواجهة
الغابات الجديدة فتصبح أنت الرائد و مكتشف الطرق الجديدة و تفتح الباب أمام احتمالات جديدة و أراض جديدة
لم تكتشف من قبل و قارات لم تعرف قط و من ثم يصبح بإمكان الآخرين اتباعك .
و التكاتف موجود في كل شيء في الطبيعة فلو زرعت نباتين بجانب بعضهما فستتحد الجذور و تحسن جودة
التربة و لو وضعت قطعتي خشب بجانب بعضهما ستتحملان وزن أكبر من الوزن الذي تحمله كل قطعة على
حدى .
لم يجرب العديد من الناس و لو قدراً بسيطا من التكاتف داخل حياتهم الأسرية أو في تعاملاتهم الأخرى فهم قد تم
تد ريبهم و برمجتهم على التواصلات الدفاعية و الإيمان بأن الحياة و الآخرين لا يمكن الوثوق بهم و نتيجة لهذا
فهم لا ينفتحون للعادة السادسة و لهذه المبادئ ، و يمثل هذا أعظم أعظم الخسائر في الحياة لأن الكثير من
الإمكانات تبقى دفينة غير متطورة و غير مستخدمة ، و يعيش بعض الناس و هم يمارسون التكاتف على مستوى
بسيط و هامشي في الحياة .
مثال : عندما يعمل مجموعة أشخاص ضمن شركة عندها رسالة حياة تقول ) إن رسالتنا هي مساعدة الناس و
المؤسسات على رفع قدرتهم على الأداء لكي يحققوا أهدافا قيّمة من خلال التفهم و الحياة وفقا لمبدأ القيادة ( هذه
الرسالة وضعت نتيجة لعملية التكاتف التي حفرت داخل قلوب و عقول جميع الموجودين و كانت بمثابة إطار
مرجعي لهم ، إن التكاتف أمر مثير و الإبداع أيضا مثير .
مثال آخر : مجموعة عمل تتكون من أفراد ينتمون إلى مجالات مختلفة عندما يقوم قائد المجموعة ) المدير
مثلا (في تكوين رصيد كبير في بنك المشاعر ) اهتماماتهم ، آمالهم ، مشاعرهم ، مخاوفهم ، الخلفيات التي أتوا منها ( ليربط بينهم برابط قوي و تفاعل إنساني ينتج عن ذلك مجموعة مترابطة و منفتحة على بعضها و مبدعة و متكاتفة و حتى في حالة الاختلاف تكون روح الاحترام المتبادل التي تحلوا بها بدلاً من المعارضة و الهجوم
يحاولون بذل جهد حقيقي من أجل التفاهم المتبادل .
العادة السابعة هي اشحذ المنشار
و كما قلنا سابقا العادات الثلاث الأولى تعبر عن النصر الشخصي و العادات الثلاث التالية تعبر عن النصر العام
مع الآخرين، أما العادة السابعة فهي تجديد لكل العادات الستة السابقة .
إذا لم تعطِ نفسك الوقت للتجديد الروحي و العقلي و الجسدي و النفسي لتشحن نفسك ستُ ستنزَف .
اشحن نفسك باستمرار بالطاقة اللازمة حتى تكون قادر أن تعطي روحيا بعلاقتك مع ربك و صلاتك و عقليا بتطوير أفكارك و الاستمرار بالتعلم و نفسيا بإيجاد الحلول لمشاكلك النفسية و الاعتراف بها لحلها و لو لزم الأمر الجأ للمختصين و بهذا تكون قد شحذت المنشار و جهزته ليقوم بعمله بشكل جيد .
و بهذا نكون قد قد تناولنا العادات السبع للناس الأكثر فعالية و هي :
1 . المبادرة
2 . ابدأ و الغاية في ذهنك
3 . ابدأ بالأهم قبل المهم
4 . تفكير المكسب مكسب
5 . حاول أن تفهم لتُفهَم
6 . التكات ف
7 . اشحذ المنشار
تذكّر أنّ تأثيرات العادات البسيطة تتراكم مع مرور الوقت ، فمثلاً إذا أمكنك أن تصير أفضل بنسبة واحد بالمئة
كل يوم سينتهي بك الحال بنتائج أفضل بنحو ٣٧ ضعفا بعد عام واحد ، فالعادات هي الفائدة المركّبة للتّحسن
الذاتي ، و مثلما تزداد الأموال بفعل الفائدة المركبة ، فإن تأثيرات عاداتك تتضاعف حين تكررها و بالتالي تحقّق
أهدافك و النّجاح الذي تصبو إليه .
المدربة شيرين جحجاح
لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.
أضف تعليقك