مرحبا بكم في أكاديمية تطوير التدريب والتعليم البريطانية
لو كنت ملكاً، هل ترضى أن يتم احتجاز البعض من جنودك لدى طرف آخر ؟ هل يهم أسماء الجنود ومدى كفاءتهم وقوتهم البدنية؟ أم الأهم انتماؤهم لك ولجيشك الذي من خلاله تخوض كل المعارك في حياتك وتتقدم لتبسط سيطرتك على مساحات أوسع؟
عندما ترغب بالانتقام تعتقد أنك تعاقب الطرف الآخر بحقدك عليه وعدم مسامحتك له، هكذا يخيل إليك وفعلاً هذا محض خيال، لأن نيران الانتقام ستلتهمك من الأسفل وتحرقك ببطء لتخلق مع مرور الوقت رماداً وظلالاً وقبحاً فيك.
بينما قسم من الجمال والروعة يبقى أسيراً عند الطرف الآخر، الذي غالباً لا يدري بمشاعرك تجاهه وإن درى لا يهتم وإن اهتم فاهتمامه قد يكون مؤقتاً، خلافاً لانتقامك الذي يمتد وفقاً لقوانين الفيزياء فالنيران تبعث حرارة قادرة على تمديد الأشياء وزيادة حجمها.
مع مرور الوقت يزداد تشبثك بالانتقام فتنمو له جذور نارية تنغرس في روحك وتمتد وتعتقد أن العقاب ينمو وينغرس في الطرف الآخر على نحو مماثل، وهذا اعتقاد خاطئ...
تمر الأيام ويتسلل القبح إلى ملامحك وينعكس الحقد في عينيك وفي مشاعرك وطريقة كلامك، ولربما حينها قد حقدت على أناس أكثر وزاد عدد جنودك المحتجزين لدى العديد من الناس، قد تفقد كل جنودك وينهار عرشك أو تبقى فيه وحيداً أنت وغرورك وكلاكما عاجز.
لتستعيد مملكتك عليك بتحرير الرهائن أولاً وإرسال التسامح ليحضرهم إليك ويعيد معهم طاقتك المحتجزة، وهنا الآن فقط يمكنك أن تبسط مملكتك على أراضٍ خضراء مناسبة لك ولنموك وتتعلم من التجارب المؤلمة أن الحقد يتلاشى بالتسامح وأن التسامح قوة ووعي أعلى من الحقد بدرجات كثيرة.
هل ترغب بإفلات الحقد واعتناق السماح لتسترد طاقاتك المحتجزة لدى من أذاك يوماً ما؟!! أم تفضل أن تحمل هذا العبء للسنوات العشرة القادمة؟
بقلم المدرب الدولي المعتمد أوس ديوب
لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.
أضف تعليقك