المقالات

عش لحظتك

لطالما أقنعتُ ذاتي تلكَ التي مازالت مُتشبثة بقيودٍ قد فتكَ الزمانُ بمتنها فحوّلها إلى أشلاء، و ما زالت النفسُ تهوى سجن ماضيها وتغيبُ الصورُ وتعودُ أدراجها لتهدمَ أمانَ الروحُ وسكناتها، وملاكُ الأسى والحزن يذّكرها بخيباتها وأنفاسها المُتلاحقة إثرَ كلِّ صدمةٍ أو جرحٍ أليم...

والروح تخبرها لنفسٍ مُنكهة من صراعٍ يتأرجحُ ما بينَ ماضٍ رحل ومستقبلٍ لم يأتِ بعد، بأن لحظةُ قوتكِ تكمن " هنا و الآن "..

فأرجوكِ تنفسي بعمق واهدأي، وخذي العبرات والقصص مما قد غابَ وأبوابه قد أًغلقت وجددي عهدك وسيري وفقاً لخطتك اللحظية وتفادي أخطاءَ ماضيكِ، وامضِ قُدُماً يا صاحبةَ الطموح العظيم..

وتذكري أنكِ في تجربةٍ أرضية مسارك فيها مقرونٌ بالاتصالِ بخالقٍ عظيم، يهيئ النفسَ لبلوغِ مُبتغاها بدروسٍ تتلّقاها، لتختبرَ مدى صبّرها وثباتها على ما أرادت وما يقينها بالخيرِ ممّا قد يصادفها أو يتفاداها..

ورأيتكِ حينَ هدَّأتِ من روعكِ بأن " الله معي و يحبني، فلا خوفٌ يا نفسي و لا حَزَن "، فلننهضَ من جديدٍ ونُكمل..

" فالروحُ تعلمُ مسارها، "

ولنا شيء في هذا العالم فلنَقُم، و نُقاوم و نبدأَ من جديد..

لنصنعَ قصةَ مجدنا ويكتبنا قلمنا ويخطَّ حكايةَ أملنا الذي أتينا بهِ من ألمنا فغلفناه بحسن ظنّنا بالله وسعينا فتوكلنا على بارئنا فاطمئنيّنا ومضينا صديقتا رحلةٍ غنية بإثراءات الحياة وعَبراتها...

فهل تَذْكُرين!

كم ضربةٍ تلقينا، وكأنها النهاية!

ومن ضرم النّار بقلوبنا، رأينّاها بعيون إيماننا شُعَلَ نورٍ تُضيء داخلنا، لتكشف لكَ قوتنا وجأشنا، فحولنا الحزنَ لفرحٍ وأقمنا أعراس وأفراحٍ لولادتنا من جديد.

وأنّي أراكِ هناكَ في الأُفُقِ البعيدِ، سراجُ النورِ يُزين أناملكِ التي خَطَّتْ بقلمِ إرادتها وصبرها وآمالها قصةَ استثناءٍ وتميّز، وأسطورة تُروى حكايتها لكلِّ باحثٍ عن الحقيقة الندّية لحُلُمٍ جلي.

 

بقلم المدربة الدولية المعتمدة الكاتبة سارة الخطيب.

أضف تعليقك

من فضلك أدخل الحروف كما في الصورة.
لا يوجد فرق بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

اشترك بقائمتنا البريدية

لمتابعة أحدث أخبار التدريب والتعليم وجديد الخدمات والعروض من أكاديمية TTDA.

تحقق من شهادتك

×

تحقق من مدربك المعتمد

×