كيف تشكّلت الطباع البشرية؟

تُعدّ الطباع البشرية إحدى أهم سمات الإنسان،  تُحدّد  كيف يُفكر،  ويشعر،  ويتصرف.   ولدنا  مع  جينات  تُساهم  في  تكوين  شخصياتنا،  لكن  البيئة  والتجارب  الحياتية  تلعب  دوراً  أساسياً في  تشكيل  هذه  الطباع.

دور الجينات:

تُساهم الجينات  في  تحديد  بعض  سمات  الشخصية  مثل  المزاج  والاستعداد  للإصابة  ببعض  الأمراض  العقلية  مثل  الاكتئاب  والقلق.  فمثلاً،  قد  يُورث  الأب  إلى  ابنه  استعداداً  للاكتئاب،  لكن  لا  يعني  ذلك  أن  الابن  سوف  يُصاب  بالاكتئاب  بالتأكيد،  فالعوامل  البيئية  تلعب  دوراً  هاماً  في  تحديد  مصيره.

دور البيئة:

تلعب البيئة دوراً  أساسياً  في  تشكيل  طباع  الإنسان.  وتشمل  العوامل  البيئية  المُؤثرة  على  الطباع  ما  يلي:

 - الأسرة:   تلعب  الأسرة  دوراً  هاماً  في  تحديد  قِيم  الطفل  وعاداته  وسلوكه  في  بداية  حياته.  فمثلاً،  الطفل  الذي  ينشأ  في  بيئة  محبة  ومتسامحة  سيكون  أكثر  استعداداً  للثقة  بالآخرين  وإقامة  علاقات  قوية.
 - المدرسة:   تُساهم  المدرسة  في  توسيع  أفكار  الطفل  وتُعلمّه  مهارات  الاجتماع  والتواصل  والتعاون.  وتلعب  علاقات  الطفل  مع  زملائه  ومُعلميه  دوراً  هاماً  في  تشكيل  طباعه.
-  المجتمع:   يُؤثر  المجتمع  على  الطفل  من  خلال  القيم  السائدة  والعادات  والتقاليد.  فمثلاً،  الطفل  الذي  ينشأ  في  مجتمع  يُقدّر  التعاون  والتضامن  سيكون  أكثر  استعداداً  للإيثار  والمساعدة.
 - التجارب الشخصية:   تلعب  التجارب  الشخصية  دوراً  هاماً  في  تشكيل  طباع  الإنسان،  فمثلاً،  الطفل  الذي  يُعاني  من  التنمر  في  المدرسة  قد  يُصبح  أكثر  خجلاً  وانطوائياً.

التفاعل بين الجينات والبيئة:

لا  توجد  علاقة  مستقلة  بين  الجينات  والبيئة  في  تشكيل  الطباع،  بل  يُوجد  تفاعل  بين  الاثنين  معاً.  فمثلاً،  الطفل  الذي  يُورث  استعداداً  للاكتئاب،  لكن  ينشأ  في  بيئة  محبة  ومُشجعة  قد  لا  يُصاب  بالاكتئاب  بسبب  وجود  البيئة  المُلائمة.  بينما  الطفل  الذي  يُورث  استعداداً  للاكتئاب  ويُعاني  من  صعوبات  في  بيئته،  قد  يُصبح  أكثر  عرضة  للاصابة  به.

الخلاصة:

تُعدّ  الطباع  البشرية  نتيجة  لتفاعل  معقد  بين  الجينات  والبيئة.  ولكن  من  المُهم  أن  نُدرك  أن  البيئة  تُلعب  دوراً  هاماً  في  تشكيل  هذه  الطباع،  وأن  الإنسان  يمكن  أن  يُغير  بعض  طباعه  من  خلال  التجارب  الحياتية  والاجتماعية  والثقافية  التي  يُمر  بها.

بقلم المدربة الدولية المعتمدة بدور طيارة.